دراسة حديثة تكشف الغموض وراء فشل كثيرين في الحفاظ على الوزن الذي فقدوه واكتسابهم ربما لعدد أكبر من الكيلوغرامات التي خسروها إذا ما توقفوا عن النظام الغذائي الذي كانوا يتبعونه.
قال عالمان يدرسان تأرجح الوزن لدى الفئران إن ميلها إلى اكتساب الوزن الزائد مرة أخرى بسرعة بعد نجاحها في التخلص منه ربما يرجع إلى مجموع الميكروبات الموجودة في أمعائهم والتي تصل إلى تريليونات وتعرف باسم “ميكروبيوم”. ووجد الباحثان أن التغيرات في الميكروبات الموجودة في الأمعاء التي تحدث عندما يفقد فأر يعاني من السمنة الوزن يمكن أن تستمر لعدة أشهر، ما يسهم في تسريع عملية استعادة الوزن لاحقاً إذا ما توقف النظام الغذائي الذي اتبعوه.
وأضاف الباحثان إيران سيجال وإيران إليناف إنه إذا ما حدث نفس الشيء لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، كما يعتقدان، فيمكن أن يساعد هذا في تفسير سبب فشل كثيرين في الحفاظ على الوزن الذي فقدوه واكتسابهم ربما لعدد أكبر من الكيلوغرامات التي خسروها، وأضافا أنه رغم حدوث تقدم في دراسة السمنة وأسبابها، فإن استعادة الوزن مرة أخرى مسألة غير مفهومة.
وقال سيجال: “يتبع الناس نظاماً غذائياً مرات ومرات… إنها مشكلة شائعة للغاية. ما يصل إلى 50 في المائة من البدناء يعانون من عودة الوزن”. وفي محاولة لمعرفة السبب، أجرى سيجال وإليناف اختبارات على الفئران وأعطوها وجبات غنية بالدهون تخللتها فترات من النظام الغذائي العادي قليل الدهون، ليجدا تغيراً في الميكروبات الموجودة في الأمعاء لدى الفئران التي فقدت الوزن. واستمرت هذه التغيرات لعدة أشهر وأسهمت في استعادة الوزن الزائد بسرعة إذا ما تناولت الفئران وجبات غذائية عالية الدهون مرة ثانية.
ولدراسة ما إذا كان ذلك يرجع للميكروبيوم، نقل الباحثان الميكروبيوم الذي تعرض للتغير إلى فئران لم تعاني من تأرجح الوزن من قبل ووجدا أيضاً أنها استعادت الوزن الزائد بسرعة عند إطعامها وجبات عالية الدهون.
وأوضح سيجال: “الميكروبيوم في حد ذاته لا يكفي لإحداث هذا التأثير (اكتساب الوزن بسرعة) ولكن الأمر يرجع إلى النظام الغذائي مع الميكروبيوم”.
ولم يتمكن الباحثون بعد من تحديد كيف يمكن أن يسبب وجود الميكروبات في الأمعاء بعد اتباع النظام الغذائي زيادة الوزن مرة أخرى. ولكنهما اكتشفا بعد إجراء مزيد من التحليل للميكروبيوم أن من بين التغيرات الرئيسية التي تحدث انخفاض في مستويات مركبات نباتية تسمى فلافونيدات، ويحصل هذا الانخفاض بعد اتباع النظام الغذائي وانخفاض استهلاك الطاقة.