نتيجة قلة الوعي وعدم انتشار ثقافة الأغذية الصحية لدى قطاع كبير في المجتمع يصاب الكثير بأمراض ومشاكل صحية بسبب هذه الأطعمة، وسرعان ما يكشف الأطباء المعالجون أن هذه المشاكل ناجمة عن تناول بعض هذه الأطعمة بإفراط، والقاعدة الصحية التي يجب على الجميع اتباعها هي الوسطية في تناول أنواع الطعام، لأن الإفراط يحول الطعام النافع إلى ضار في بعض الأحيان، ناهيك عن الأطعمة الضارة في الأساس التي تزيد من فرص الإصابة بالمشاكل الصحية التي لا حصر لها، وفي هذا الموضوع سوف نتناول أضرار تناول بعض هذه الأطعمة، مثل الإكثار من تناول التونة المعلبة، وكذلك إقبال الأطفال على تناول الآيس كريم وسعي الآباء لتلبية مطالبهم المتكررة لشراء أنواع الآيس كريم، بالإضافة إلى لجوء الأم في بعض الأوقات إلى شراء الأطعمة الجاهزة للطفل أثناء ذهابه إلى المدرسة، كما نقدم بعض أضرار العديد من الأطعمة الأخرى، ونكشف عن الأضرار والأمراض التي يمكن أن تسببها هذه الأغذية، ونطرح النصائح والإرشادات التي يقدمها الأطباء والمتخصصون من أجل صحة أفضل.
سموم التونة
يقبل الكثير من الأشخاص على تناول معلبات التونة، بسبب طعمها اللذيذ وسرعة تحضيرها وسعرها المناسب لجميع الفئات في المجتمعات، ويوجد أنواع كثيرة من منتجات معلبات التونة، منها ما هو ممتاز في الصنع ويليها الأنواع الجيدة ثم الأنواع الشعبية، وتحتوي التونة على بعض العناصر الغذائية المفيدة للجسم ومنها الحمض الأميني أوميجا 3، والذي يلعب دورا جيدا في الحفاظ على صحة القلب والدماغ.
ولكن دراسة حديثة كشفت أن الإفراط في الاعتماد على التونة في الوجبات يسبب أضرارا بالغة على الصحة العامة، حيث يسبب تناول معلبات التونة أكثر من 4 مرات على مدار الأسبوع حدوث تأثير سلبي بالغ على صحة الدماغ، ويؤدي إلى ضرر كبير على حالة الذاكرة بما يجعل المستهلك يفقد جزءا من ذاكرته، ويحدث ذلك نتيجة احتواء سمك التونة على كمية كبيرة من مادة الزئبق، وهذه المادة تسبب تسمم الخلايا العصبية في الدماغ على المدى المتوسط، وتشير الأبحاث إلى أن الكمية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث أضرار إذا تناولها الشخص، تقدر بحوالي 225 جراماً على مدار الأسبوع، والسبب أن أسماك التونة غالبا ما تأكل الأسماك الصغيرة التي تتغذى على نفايات السفن العملاقة وبعض الملوثات الأخرى الموجودة في البحار، وتنتقل هذه الملوثات وخاصة معدن الزئبق الثقيل السام الذي يصعب على الجسم التعامل معه وتفكيكه إلى جسم المستهلك، وتعد أسماك التونة من الأنواع التي لا يوجد بها قشور ما يعني أنها الأكثر تعرضا للتلوث، وينصح الأطباء الأمهات الحوامل بالابتعاد تماما عن تناول معلبات التونة خلال فترات الحمل وأيضا الرضاعة، حتى لا يتسبب ذلك في حدوث خطر على الجهاز العصبي للجنين أو الطفل بعد الولادة، كما أن هناك أنواعاً من معلبات التونة رديئة الصنع والتي تحمل من الملوثات والمواد الحافظة الكثير بالإضافة إلى كمية كبيرة من الزئبق المضر.
تضرر الدماغ
تعود بعض الأشخاص على تناول الأطعمة المالحة، أو التي ترتفع فيها نسبة ملح الطعام حيث تعودوا على المذاق المالح، وأيضا بعض الأطفال يفعلون مثل الكبار ويقبلون على تناول كميات من الملح أثناء تناول الوجبات، والعديد من الدراسات والأطباء يحذرون من تناول كميات زائدة من ملح الطعام أثناء الوجبات، لأن الملح يؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم ومستمر، ويسبب حالة من نشاط الخلايا العصبية بدرجة عالية تجعل الشخص في حالة توتر شديد، وتضر صحة الدماغ وتفقد الشخص القدرة على التركيز، ومعروف علميا أن عنصر الصوديوم الموجودة بالملح يقود إلى حالة من التدهور في القدرات المعرفية عند وجود كميات كبيرة منه بالجسم، والخطورة تتضاعف لدى كبار السن وتظهر أمراض الخرف، وكشفت دراسة حديثة أن زيادة مستوى الصوديوم عن المعدل الطبيعي الذي يحتاجه الجسم تسبب الإصابة بتدهور ملحوظ في الذاكرة، ومع استمرار الزيادة في هذا العنصر تتفاقم الحالة وتصل إلى الإصابة بمرض الزهايمر، ويوجد ارتباط بين زيادة ملح الطعام وبين الإصابة بسرطان المعدة، ويتضاعف عمل الكليتين ويصبح العبء عليهما شديداً في حالة تناول ملح الطعام بكمية كبيرة، وتزيد هذه الأملاح من فرص تكوين حصوات الكلى، ويضر الإفراط في تناول ملح الطعام الجهاز الهضمي، ويحدث ألم حاد في المعدة ويعد أحد أسباب الإصابة بالقرحة.
هشاشة العظام
يسحب الصوديوم الزائد في الجسم كميات من الماء الموجود داخل الخلايا، وذلك من أجل عمل حالة التوازن مع الملوحة الخارجية، مما يؤدي إلى إصابة الخلايا والأنسجة بحالة من الجفاف، وتزيد من درجة الشعور بالعطش الشديد، وبينت دراسة جديدة أن كميات الملح الكبيرة الموجودة في الدم تسبب حالة من الاضطراب في التوازن المعتاد بين المعادن والهرمونات، وينعكس ذلك بالسلب على غالبية العمليات الحيوية التي تحدث بالجسم، وزيادة ملح الطعام في جسم الشخص أحد أسباب حدوث هشاشة العظام، والسبب أن كميات الصوديوم الكبيرة بالجسم تمنع عملية امتصاص الكالسيوم، وبالتالي عدم الاستفادة منه في عملية البناء والنمو في عظام الجسم، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص يستهلكون حوالي 11 جراما من ملح الطعام يوميا، والمعدل الطبيعي المسموح به هو حوالي 6 جرامات فقط على مدار اليوم، وذلك للوقاية من الإصابة بأمراض ضغط الدم والقلب، كما توضح المنظمة أنه في حالة الأطفال من سن 2 وإلى 16 عاما يفضل أن يقل معدل تناول الملح إلى أقل من الكمية السابقة المسموح بها ويزيد مع احتياجات النمو.
الجزر والكيك
يعتقد بعض الأشخاص أن تناول عصير الجزر بكثرة مفيد للجسم، ويتطلب كوب واحد من هذا العصير حوالي أكثر من 5 ثمرات من الجزر، في حين أن الجسم يحتاج فقط إلى جزرة واحدة، والسبب في ذلك أن الجزر ومعظم الفاكهة الصفراء والبرتقال تحتوي على مادة الكاروتين، وهي المسؤولة عن وجود الصبغة الصفراء في هذه الأطعمة، لأنها غنية بفيتامين «أ»، والإفراط في تناول الكاروتين يسبب ضعف نشاط الكبد، كما تصل الصبغة الصفراء إلى أنسجة وخلايا الجسم مسببة اللون الأصفر للجلد مثل حالة اليرقان، كما كشفت دراسة حديثة أن مكملات الغذاء التي تحتوي على الكاروتين لها علاقة بالإصابة بمرض سرطان الرئة، ومن الأطعمة المضرة أيضا الكيك والدهونات المغطاة بطبقة من السكريات، وهي من الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والقليلة في العناصر الغذائية، وتسبب تدهور حالة الأسنان لدى الأطفال وإصابتهم بالسمنة، والأفضل اللجوء إلى الفواكه الطبيعية والأغذية المصنوعة في المنزل قليلة السكريات والتي تفي بحاجة الصغير وعدم إلحاحه في طلب هذه الكيكات.
ضعف العضلات
يقبل الأطفال والكبار على تناول الآيس كريم بنهم وبكميات كبيرة، ويطلب الصغار من الآباء إحضار الآيس كريم باستمرار، فهو من الأطعمة المحببة إليهم واللذيذة المذاق، وتناول هذا الطعام بإفراط يسبب تلف وضعف عضلات الجسم، والسبب احتواؤه على كمية عالية من السكريات والدهون، مما يجعل عضلات الأشخاص تصاب بحالة من الترهل والضعف والتقلص، وينصح الأطباء بالاعتدال في تقديم هذا الطعام إلى الصغار، لأن الطفل في حاجة إلى النمو الجيد للعضلات في هذه المرحلة العمرية، كما يؤدي تناول الآيس كريم إلى ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في الدم، ويستحسن عمل الآيس كريم الطبيعي في المنزل بمزج الزبادي مع الفاكهة المثلجة من خلال ماكينات الكبة أو الخلاط، وهناك أساليب عديدة ومتوفرة على شبكة الإنترنت في طرق عمل الآيس كريم الطبيعي في البيت، فهي مغذية وجميلة المذاق وبعيدة عن الدهون وتفيد الصحة العامة للكبار والصغار.
انخفاض المستوى الدراسي
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطعمة السريعة غير مفيدة للجسم، بالإضافة إلى أنها تفتك بالصحة على المدى الطويل نتيجة تراكم أثرها، وخاصة لدى الأطفال الصغار، حيث كشفت دراسة جديدة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على مجموعة من الأطفال أن الأنظمة الغذائية التي ترتكز على الوجبات السريعة، تؤدي إلى انخفاض مستوى الأطفال في اختبارات القراءة والعلوم والرياضيات بشكل ملحوظ، وقدمت الدراسة أدلة مؤكدة على أن هذه الوجبات ترتبط بأداء سيئ في المستوى التعليمي للأطفال، وتوصل الباحثون إلى أن الطلاب الذين تناولوا هذه الوجبات السريعة بشكل يومي ظهرت نتيجة اختباراتهم أقل بفارق كبير من أقرانهم
الذين لم يتناولون هذه الوجبات، كما لم تتأثر هذه النتائج بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والأنشطة المستمرة، وأرجعت الدراسة السبب إلى تأثير ارتفاع معدل الدهون الضارة والسكريات في هذه الوجبات على ردود الفعل ودرجات التركيز، كما بينت دراسة أخرى أن النظام الغذائي الذي يعتمد في معظمه على الوجبات السريعة يسبب الإصابة بمرض الاكتئاب بنسبة بلغت أكثر من 57% مقارنة بالذين يعتمدون على الوجبات الطازجة والخضراوات والفواكه.