أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة التغذية المتخصصة, أن تناول المكملات الغذائية المحتوية على بيتا كاروتين وغيرها من مركبات الكاروتينويد الأخرى مثل اللوتين واللايكوبين, قد تساعد في حماية الجلد من التأثيرات الضارة لأشعة الشمس فوق البنفسجية .
وقال الباحثون أن منع ظهور هذا التلف يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد في الأشخاص الأكثر عرضة للمرض, موضحين أن هذه المركبات هي صبغات ملونة من النباتات تعرف بقوتها كمواد مضادة للأكسدة, ويتواجد أكثر من 600 نوع مختلف منها, ولكن أربعة فقط وهي بيتاكاروتين, ولايكوبين ولوتين وزيازانثين, تم اختبارها وأظهرت فعالية في منع ظهور بعض أنواع السرطانات وتقليل مخاطر الإصابة ببعض أمراض العيون .
وقام الباحثون في هذه الدراسة بمتابعة 36 شخصا, تراوحت أعمارهم بين 22 – 55 عاما , تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات, تلقت الأولى 24 ملليجراما من بيتاكاروتين, وتلقت الثانية مكملات خليط الكاروتينويدات المحتوية على 8 ملليجرام من كل من بيتاكاروتين واللوتين واللايكوبين يوميا, في حين أعطيت المجموعة الثالثة دواء عاديا, مع قياس مدى احمرار الجلد قبل وبعد 24 ساعة من التعرض للإشعاع فوق البنفسجي, ثم بعد 6 – 12 أسبوعا من تناول المكملات .
ولاحظ العلماء أن المجموعتين اللتين تناولتا أقراص الكاروتينويدات شهدتا انخفاضا ملحوظا في احمرار الجلد الناتج عن الضوء فوق البنفسجي بعد 12 أسبوعا من العلاج, ول يكن هناك اختلافا ملحوظا بين المجموعتين, مما يعني أن خليط الكاروتينويدات كان فعالا كالبيتا كاروتين وحدها تماما في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية .
وقال العلماء أنه نظرا لوجود اللوتين واللايكوبين بكميات كبيرة في أعضاء أخرى, فان الفوائد الصحية لهذه المواد لا تقتصر على حماية الجلد فقط, فقد أظهرت الدراسات أن اللايكوبين قد يقلل أعراض الربو ويساعد في وقاية الرجال من سرطان البروستاتا, أما اللوتين فيترافق مع انخفاض خطر أمراض العين كتلف طبقة الماكيولا العينية والساد العيني .
وقد تصاعد القلق مؤخرا من مخاطر أقراص البيتاكاروتين على المدخنين بعد أن بينت دراستان ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة عند المدخنين الذين يتعاطون هذه الأقراص التي كانت آمنة ومفيدة بين غير المدخنين .
وأشار الخبراء إلى أنه بالرغم من أن بعض الكاروتينويدات تتحول في الجسم إلى فيتامين (أ), إلا أن تناول مكملاتها الغذائية لا يماثل تناول أقراص الفيتامين, فالكميات الكبيرة منه تسبب السمية, في حين أن الكاروتينويدات ليس سامة حتى عند تعاطيها بجرعات عالية .
ولفت العلماء إلى أن تناول الخضراوات والفواكه قد يزود بكميات معقولة من الكاروتينويدات, وخصوصا ذات الألوان الصفراء والبرتقالية كالجزر والكوسة والمانجو والمشمش, بينما تزود الخضراوات الورقية الداكنة بكميات كبيرة من اللوتين, أما الطماطم والبطيخ والجوافة والجريب فروت الأحمر فهي من أغنى المصادر الغذائية باللايكوبين .