علاج فرنسي أثبت فعاليته في الحفاظ على الرشاقة والشباب … في ظل الزيادة المستمرة في معدلات البدانة وما تسببه من امراض مزمنة وخطورة وخصوصاً السكري وأمراض القلب والشرايين والسرطانات ، يتدافع الأطباء والعلماء إلى ابتكار الكثير من التقنيات الجراحية والطبيعية والبديلة المختلفة التي تساعد على تحقيق الرشاقة والوزن الطبيعي السليم وتقليل مخاطر الأمراض والاضطرابات المصاحبة للسمنة وإفراط الوزن .
يعتبر علاج الميزوثيرابي (mesotherapy) من العلاجات الحديثة التي ازدادت شهرتها مؤخرا مع انتشار إصابات البدانة وإفراط الوزن وزيادتها بمعدلات عالية ، وخصوصاً في الدول المتقدمة التي يتزايد فيها الإقبال على الوجبات السريعة الدسمة وقلة الحركة والنشاط البدني .
ما هو الميزوثيرابي ؟
تم تصميم العلاج بالميروثيرابي على يد طبيب فرنسي هو الدكتور ميشيل بيستور في عام 1952 وهو تقنية طبيعية غير جراحية تتمثل في حقن غير مؤلم لجرعات صغيرة من الفيتامينات والمعادن والأدوية والأحماض الأمينية في المنطقة الواقعة تحت سطح الجلد ، أو الطبقة الوسطى التي تعرف باسم ” ميزوديرم ” ، وتشمل الجلد والأنسجة الضامة والنسيج الدهني ، وله عدد من التطبيقات تشمل تخفيف الوزن، والتخلص من السيليولايت وإعادة الحيوية والشباب لبشرة الوجه والرقبة ، وتجديد نمو الشعر .
ويتم تحضير جرعة المحلول المطلوب حقنها حسب الأفراد وتختلف تبعاً للغرض والهدف منها ، فإذا كان المريض يعاني مثلاً من ضعف الدورة الدموية يتم استخدام مادة موسعة للأوعية ، في حين تستخدم مادة مضادة للالتهاب في حالات الالتهابات الكثيرة ، ومادة منشطة للتدفق الوريدي والليمفاوي لعلاج السيليولايت مع فيتامينات طبيعية ومادة مخدرة لشد الجلد وزيادة مرونته .
وبعكس الإجراءات والعمليات الأخرى ، فإن علاجات الميزوثيرابي تحقن في المنطقة المطلوبة مباشرة ، مما يحد من التأثيرات السلبية الناتجة ويقلل احتمالية التفاعلات الدوائية ويسمح بإنقاص تدريجي لكمية الأدوية المستخدمة في كل إجراء دون ألم ، ويمكن للمريض بعدها العودة إلى ممارسة نشاطاته الحيوية وقد يضاف إلى المحلول العلاجي فيتامين ( سي ) لتحسين نوعية ومرونة الطبقات السفلية من الجلد .
ويتم حقن المحلول مرتين أسبوعياً لمدة تتراوح من 4 -8 أسابيع ، على عدة جلسات تستغرق كل منها عشر دقائق ، ويستمر تأثيره لمدة طويلة ، وتكون النتائج مضمونة وملحوظة ، حيث يفقد المريض سنتيمترين من محيط الفخذين بعد ست جلسات فقط ، ويحتاج بعدها إلى إجراءات وقاية ومحافظة فقط لفترة 4-6 أسابيع .
وأوضح الأطباء أن المنشأ الجيني يتكون من ثلاث طبقات ، ” اكتوديرم ” التي تتطور إلى الجلد والدماغ والثدي والغدد العرقية ، و ” ميزوديرم ” التي تضم الأنسجة الليفية والغضاريف والعظام والعضلات والدهون ، و ” اندويرم ” التي تتطور إلى المعدة والكبد والرئة والبنكرياس .
ويعتمد اختبار المركبات الدوائية المستخدمة في العلاج بالميزوثيرابي لحقنها في الطبقة الوسطى من الجلد ، على الفسيولوجيا الإمراضية للخلل أو الاضطراب ، وبشكل عام فإن هذه المواد تشمل موسعات الأوعية ، ومضادات الالتهاب ، ومرخيات العضلات ومزيلات الاحتقان والأنزيمات الهاضمة أو المحللة ، والحيويات مثل الفيتامينات والمعادن والخلاصات النباتية ، واللقاحات ومواد مطهرة مضادة للجراثيم ومعيقات الهرمونات وأدوية عامة ومواد تخدير . وأوضح العلماء في الجمعية الفرنسية للميزوثيرابي أن هذا العلاج يساعد على عكس فسيولوجية المرض ، ففي حالة التهاب المفاصل الرماتيزمي ، على سبيل المثال ، تستخدم عدة عوامل دوائية ونباتية للسيطرة على الالتهاب ، فيما تستخدم منشطات النسيج الضام مثل السيليكا والأنزيمات المحللة لتسريع الشفاء عند الرياضيين المصابين بتمزق الأربطة أو تلف الأوتاد .
أما في حالة السيليولايت التي تشمل ضعفاً وعائياً وتدفقاً ليمفاوياً للنسيج الدهني ، فيستخدم موسع أوعية لزيادة تدفق الدم ، ومنشط للإفرازات الليمفاوية وعامل محلل للدهون لتكسير النسيج الدهني .
ولتجديد نمو الشعر ، ومعالجة الصلع الذي يظهر بسبب الأندروجينات الزائدة وسوء تدفق الدم إلى فروة الرأس ونقص العناصر الغذائية ، يستخدم بروتوكول العلاج بالميزوثيرابي مزيج من المغذيات مثل البيوتين وحمض هيالورونيك والسيليكا إلى جانب الموسعات الوعائية والمعيقات الأندروجينية .
الأغراض العلاجية
· تخفيف الوزن :
تعتبر تقنية العلاج بالميزوثيرابي ثورية وأساسية للمرضى الراغبين في إنقاص أوزانهم والحصول على جسم حيوي ورشيق ، فهي تعمل على تعديل بيولوجية الخلية الدهنية من خلال إعاقة إشارات تراكم الدهون ، وفي الوقت نفسه ، تنشط إطلاق الدهن المخزّن ، ويمكن تحديد المنطقة المرغوب التخلص منها وحقنها بالعلاج ثم إعطاء المريض تقييماً غذائياً كاملاً لمساعدته في المحافظة على الوزن المثالي .
· التخلص من السيليولايت
يؤثر السيليولايت في غالبية النساء فوق سن العشرين ، ويتسبب بشكل رئيسي عن ضعف الدورة الدموية والتفتق الدهني وضعف الأنسجة الضامة وارتخائها والاحتقان الليمفاوي وخلل التوازن الهرموني .
ويصنف السيليولايت بأربع مراحل حسب شكله ومظهره عند الوقوف والاضطجاع وقرص الجلد ، فيظهر بشكل نقرات أو عقد دهنية تحت الجلد ، أو قشر البرتقال على الجلد ، في منطقة البطن والأفخاذ ، ولكنه لا يعتبر مرض إفراط الوزن .
ويساعد العلاج بالميزوثيرابي على تصحيح هذه المشكلات بتحسين الدورة الدموية وتدفق الدم والسائل الليمفاوي ، وتقوية الأنسجة الضامة وإذابة الدهون الزائدة ، وتحطيم العقد الشحمية المتشكلة تحت الجلد .
وينتج السيليولايت أصلاً عن مزيج من النسيج الدهني واحتباس السوائل ، ويظهر عند 95 في المائة من النساء في مختلف الأعمار ، وذلك الخلايا الدهنية في الجزء الأسفل من جسم المرأة تخزن الدهن بكميات أكثر بست مرات مما يحدث في الجزء العلوي ، وتطلقه بنفس المقدار ايضاً ، الأمر الذي يجعل مسألة تخفيف الوزن من الجزء السفلي مستحيلة دون أن تؤثر في الجزء العلوي أيضاً بلا مبرر ، لذا كان العلاج بالميزوثيرابي هو الحل لهذه المشكلة ، لأنه ينشط الطبقة الوسطى من الجلد لتوزيع السيليولايت وامتصاصه ، وتحسين عمليات الأيض في الخلايا الجلدية .
· تجديد نمو الشعر ومعالجة الصلع
يؤثر الصلع أو تساقط الشعر في كل من النساء والرجال ، وينتج بصورة رئيسية عن ضعف تدفق الدم والخلل في التوازن الغذائي وزيادة مستويات الهرمون الذي يعرف باسم ” ديهايدروتستوستيرون ” .
ويعمل العلاج بالميزوثيرابي على ترميم حويصلات الشعر وتحسين جريان الدم وتنشيط الجسم على تجديد نمو الشعر المتساقط طبيعياً .
· إعادة الحيوية والشباب للوجه والرقبة
يسبب تراكم الدهون وفقدان المرونة الجلدية والتلف الناتج عن جزيئات الراديكالات الحرة الضارة ، ظهور الشيخوخة وبروز التجاعيد وارتخاء الجلد ، ولكن باستخدام المواد المضادة للأكسدة والأحماض الأمينية في العلاج بالميزوثيرابي يمكن التخلص من الدهون تحت الرقبة وإزالة تلف الشوارد الحرة وشد الجلد المرتخى ، مما يساهم في إعادة الحيوية والشباب للوجه والجفون والرقبة دون اللجوء إلى تقنيات شد الوجه الجراحية التي تحتاج إلى مدة طويلة لتتعافى وتبدو غالبا بمظهر غير طبيعي .
· رسم الجسم
يمكن الحصول على جسم مثالي وقوام رشيق باستخدام العلاج بالميزوثيرابي لتشكيل خطوط البطن والذراعين والظهر والأرجل واليدين ، حيث تعمل الفيتامينات والأحماض الأمينية على شد الجلد المرتخى بينما تساعد الأدوية والمواد الأخرى على إزالة المناطق الدهنية وتجديد المظهر الشبابي للجسم ليبدو كالرياضيين .
· استخدامات طبية أخرى
وللعلاج بالميزوثيرابي استخدامات متعددة ، فهو يفيد المصابين بالتشنجات العضلية والتوتر والقلق ومتلازم النفق الرسغي والتليف العضلي والانتانات ، وسوء التغذية السيمبثاوي الارتدادي والتهاب المفاصل العظمي ، كما يساعد على الإقلاع عن التدخين وإرخاء العضلات وتقوية العظام .
ويتم تحضير الجرعات العلاجية وفقاً لكل حالة ، بحيث تحقن المنطقة المصابة مباشرة دون التسبب في حدوث الآثار الجانبية الناتجة عن تناول الأقراص الدوائية ، فعلى سبيل المثال ، تقدّر جرعة الدواء المستخدمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل العظمي بجزء من خمسين من الجرعة .المتناولة عن طريق الفم لمدة أسبوع .
ويوجد في فرنسا حاليا أكثر من 15 ألف أخصائي ممارس للعلاج بالميزوثيرابي ، وسرعان ما انتشرت هذه التقنية حول العالم وفي أرجاء أروبا والولايات المتحدة ، وأصبحت مشهورة في بلجيكا وكولومبيا والأرجنتين أيضاً .
وقد صمم هذا العلاج أصلاً لمعالجة أمراض معينة مثل الروماتيزم والإصابات الرياضية والأمراض المعدية والاضطرابات الوعائية وتحسين الدورة الدموية ، إضافة إلى الأغراض التجميلية ، ويجري على عدة جلسات ، تستغرق كل منها عدة دقائق ، وتكلف ما بين 350 – 500 دولار ، ويمكن إعادته عند تكرار ظهور المشكلات .
ويؤكد الخبراء أن هذا العلاج الفرنسي لتخفيف الوزن فعال وناجح جداً في إذابة الدهون تحت الجلد والتخلص من التكتلات الشحمية التي تؤذي مظهر الجسم وصحته .
وقد يستخدم في العلاج بالميزوثيرابي دواء ” أمينوفيللين ” المخصص لمرضى البرو ، وخلاصات نباتية طبيعية مثل القرنفل الحلو أو البرسيم الحلو الفعال في علاج ارتفاع ضغط الدم ، لإذابة الشحوم كيميائيا وتقليص حجم الخلايا الدهنية ، دون الحاجة للتخدير .
ولأن الإبر المستخدمة في هذا العلاج دقيقة وصغيرة للغاية ، فهو غير مؤلم على الإطلاق ، ويعتبر علاجا آمناً جداً ولا يسبب مضاعفات سلبية عدا ازرقاق الجلد ، وجميع الأدوية فيه مصادق عليها من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية .
وعند الحصول على نتائج مرضية ، يحتاج المريض إلى الالتزام بغذاء صحي ومتوازن وممارسة الرياضة مرتين أسبوعيا على الأقل للمحافظة عليها .
وقد أظهرت الدراسات الفرنسية التي أجريت لاختبار العلاج بالميزوثيرابي ، أنه فعال في إنقاص الوزن والتخلص من السيليولايت والتجاعيد والإصابات المؤلمة ، وزيادة مرونة الجلد ، كما أثبت نجاحه في علاج بعض الحالات الجلدية مثل حب الشباب والأكزيما وإصابات الهيربس والندبات وسوء التغذية الدهنية ، وتشققات الجلد الناتجة عن البدانة ، وحروق الشمس والصدفية والبهاق وعدم الكفاية الوعائية ، إضافة إلى آلام أسفل الظهر وتحلل الأقراص والنقرس والفتوقات وصداع الشقيقة وآلام الوجه العضلية والعصبية ، والتحسسات والربو والتهاب الجيوب والتهاب القصبات وأمراض المناعة الذاتية والسلوكيات الوسواسية والكآبة والتهاب المعدة والهيربس التناسلي والجلوكوما وضعف السمع ، إلى جانب البواسير والتهاب الكبد والقولون العصبي وعدم انتظام الحيض عند النساء ، وبطء عمليات الأيض والهضم ، والحكاك الشرجي والمهبلي ، والتكلس وغيرها من الأمراض .












































