أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين نقص النوم والوزن. فليلة جيدة من النوم الهنيء تبقيك بمنأى عن اكتساب وزن اضافي، ولا ننس أن هناك أطعمة تساعدك على البقاء مرتاحة. ويقول الخبراء ان النساء يجدن صعوبة في الاستسلام للنوم أكثر من الرجال. والأهم من ذلك هو ان الأرق قد يسبب لك اكتساب مزيد من الوزن. وأسباب تعرض اللواتي يأرقن لاكتساب وزن زائد معقدة، لكن الدراسات أثبتت أن ذلك يرجع لعامل هرموني.
ان هرمون اللبتن LEPTIN يساعد على تهدئة الجوع، وتشير الدراسات الى ان النقص في النوم يقلص انتاج الجسم من هذا الهرمون. لذا فإذا لم تحصلي على قدر كاف من النوم، تبقى شهيتك مفتوحة الذي يجعلك تتناولين مزيدا من الطعام، ولابد من ان يظهر ذلك في اكتساب وزن زائد.
ثانيا، ينحى العلماء باللائمة على الكورتيزول في جعل اللواتي يتعرضن للأرق يكتسبن وزنا. وغالبا ما يسمى الكورتيزول هرمون السترس لانه يؤثر في تخزين الدهون. فإذا لم ترتاحي فان احتياطيات الدهن في جسمك يمكن ان تبقى عالية. العامل الأخير هو الأنسولين. ووظيفة الانسولين هي ان يحرر فائض السكر من مجرى الدم وابقاء سكر الدم في مستويات مستقرة. وفي دراسة أجريت في جامعة شيكاغو، فان الاشخاص الذين شملهم الاحصاء ولم يناموا الا أربع ساعات كل ليلة لمدة اسبوع، تعرضوا لزيادة مضطردة في مستويات السكر، الأمر الذي دل على ان الانسولين لم يقم بوظيفته على النحو الكامل. وهذا ليس عامل مخاطرة للتعرض لمرض السكري فحسب بل انه قد يؤدي ايضا الى زيادة مخزون الدهن في أجسامهم.
عامل الهرمونات
اذن، ما الذي يبقي النساء يقظات ليلا؟ ان البيولوجيا تلعب جزءا كبيرا. يقول احد الاطباء: “الرجال والنساء يعانون من نقص النوم احيانا، لكن للنساء ايضا تقلبات هرمونية شهريا من شأنها ان تجعل أنماط النوم مضطربة”. فقبل أسبوع من عادتك الشهرية تهبط مستويات الاوستروجين والبروجستوران، الامر الذي يحدث نقصا في الميلاتونين الذي يحمل على النوم، فتتعرضين للأرق وتمضين ليلة غير مريحة. كما ان حرارة جسمك يمكن ان تؤثر في أنماط نومك. فقبل وبعد فترة الطمث لديك تكون حرارة جسمك أعلى مما هو طبيعي. والشعور بالحرارة الشديدة يجعلك تتقلبين في سريرك الامر الذي يقطع نومك.
اثر العلاجات والأدوية
في حين ان كونك حاملا من شأنه ان يحرمك نومك بسبب الضغوطات الجسدية والشعورية الناشئة عن انك حامل بطفل، فهكذا يكون شأن حبوب منع الحمل. فالبحوث تدل على ان هذه الحبوب قد تسبب الأرق لانها تغير التوازن الهرموني الطبيعي لدى المرأة. ودلت البحوث أيضا على ان تحاشي أطعمة معينة يمكن ان يساعدك على النوم في شكل أفضل. غالبية الناس تعرف ان القهوة تحول دون نومك على نحو جيد، خصوصا اذا تناولتها قبيل ذهابك الى السرير وذلك بسبب احتوائها على الكافيين. الى ذلك فان الشوكولاته، خصوصا السوداء منها، تسبب الارق. فحتى مقدار ضئيل منها في المساء، يمكنه ان يجعل نومك متقطعا، على مايقول أحد خبراء التغذية. لكن من جهة أخرى ثمة أغذية من شأنها ان تحمل على النوم. فعلى سبيل المثال ان الكربوهيدراتات تساعد الجسم على إفراز السيروتونين، المادة الكيمياوية التي تنظم المزاج وتساعد على النوم. لذلك تأكدي من أن نظامك يحتوي على مقدار كاف من الأطعمة النشوية كالمعجنات والأرز الاسمر والبطاطا والشوفان. هل تشعرين بالنعاس بعد تناولك طعاما مثل الديك الرومي أو الفروج؟ ذلك طبيعي لأن هذه الأطعمة تحتوي على مادة التريبتوفان، وهو حامض أميني يحمل على النعاس وبالتالي على النوم. كذلك فان الحليب يحتوي على المادة المشار اليها. وهذا يفسر لماذا تناول كوب من الحليب الساخن يقضي على الأرق ويساعد على النوم.
تعلمي كيف تسترخين
اذا كنت تواجهين صعوبة في النوم على نحو منتظم ثمة بعض التقنيات التي تساعدك. وفي حين ان ممارسة التمارين وتحاشي الكافيين في النهار وكذلك تحاشي تناول وجبة ثقيلة قبل التوجه الى السرير هي أفضل ضمانة للتمتع بنوم هنيء، فان مقاربات اخرى تكون فعالة هي أيضا. على سبيل المثال فان الذين يعانون الارق عليهم ان يقضوا وقتا أقل في السرير، فاذا انسحبت كل مساء قبل ان تشعري بالنعاس فانك ستغضبين لانك لم تستطيعي النوم بسرعة. حاولي ان لا تخلدي الى النوم قبل ان ينتابك النعاس. وللحصول على نوم جيد تحتاجين لأن تكوني مسترخية عند توجهك الى السرير، وان تأخذي حماما حارا او ان تقرأي بضع صفحات من كتاب جيد ولكن ليس وانت في السرير. تأكدي من أن غرفة نومك توفر جو استرخاء.
اذا لم يتوقف الأرق؟
اذا بقيت لاتستطيعين النوم بالرغم من كل تلك النصائح ولم تستطيعي أن تجدي سبب ذلك. استشيري طبيبك. فالأرق الذي يدوم طويلا يدل على اكتئاب أو مشكلة صحية ما. شيء غير طبيعي في أنفك يجعلك تتنفسين بصعوبة. ذلك يحدث عندما لا تحصلين على مقدار كاف من الاوكسجين الامر الذي يضطرك لان تستيقظي. قد يتطلب الأمر جراحة ولكن مع ذلك يظل الارق مهيمنا. والنساء اللواتي يواجهن صعوبة تنفس مرتبطة بالنوم يتعرضن لمخاطرة أكبر للتعرض لامراض قلب – عرقية استنادا الى دراسة أجريت على عينة مختلفة الأعمار.