تشير التقارير والدراسات الخاصة بحيوية ولياقة الأطفال والمراهقين الى أن أكثر من ثلثهم في أمريكا لديهم خلل وقصور في لياقتهم، وهذا يعني انهم أكثر خطورة للاصابة بأمراض القلب مع تقدم العمر لديهم.واعتقد ومن خلال تجارب بسيطة ان هذا العدد يزيد على النصف في بلادنا، ولذلك فإنه يجب علينا ان ننتبه لهذه المشكلة والتي توحي بأن الرياضة والغذاء والعادات الغذائية عند الأطفال يجب الاهتمام بها وخاصة ان هذه العوامل الطعام وقلة الرياضة ترتبط ارتباطا كبيرا بزيادة الوزن ومشاكل كثيرة عند الأطفال، وعندما قرأت نتائج بحث تم طباعته ونشره في المجلة الطبية الأمريكية والتي درست مدى انتشار انخفاض اللياقة وقلة النشاط عند فئة الشباب من 12سنة إلى 19سنة وللأسف انهم وجدوا ان نسبة أكثر من 33% منهم يتصفون بلياقة منخفضة ((Low Fitness. أنا شخصيا اعتقد أن هذه الفئة العمرية في أمريكا اكثر لياقة من الفئة لدينا في بلادنا لعدة أسباب ولن استغرب لو وجدنا فئة الشباب من – 1912سنة لدينا أكثرهم يعانون من قلة في اللياقة البدنية وقد لا يهمنا العدد بشكل كبير أو النسبة، ولكن يهمني هنا أن قلة النشاط الحيوية واللياقة تؤدي إلى زيادة الوزن عند الأطفال وهذه الزيادة قد تكون خطيرة عندهم مع تقدم العمر، واعتقد أن الزيادة في السمنة عند فئة الشباب يلاحظ انها في زيادة سريعة وتتضاعف حيث اننا نجدها تنتشر بشكل كبير في مجتمعاتنا.
وأحب أن أوضح أن الخوف من زيادة الوزن عند فئة الشباب (أولاد وبنات) ليس لأنه قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية فقط مثل أمراض القلب، ارتفاع الكولسترول، ضغط الدم أو السكري فقط، بل الخوف ان هؤلاء الفئة قد يعانون من انخفاض في الثقة بالنفس (Low self – esteem) والقلق (depression) كنتيجة لزيادة الوزن والسمنة التي يعانون منها. وكما هو في العديد من المشاكل الصحية فان الوقاية خير من العلاج والوقاية قد تكون أسهل بكثير من العلاج ويلعب دور الوالدين او المنزل في الحد من هذه المشكلة.
دور الوالدين:
يلاحظ أن المراهقين أو الأطفال الذين يستطيعون الاتصال والتواصل مع الأم والأب ويكون هناك متابعة دقيقة وقريبة من الوالدين سوف يكون لذلك دور كبير في توفير واختيار الأغدية الصحية، وكذلك تأثيرهم على العادات الغذائية السليمة. يلاحظ أن قرب الوالدين لاطفالهما له تِأثير كبير في توفير الإفطار السليم الصحي وكذلك الغذاء كما أن توفير الخضار والفواكه والتي لها دور كبير في الحد من زيادة الوزن. ولقد أثبتت الدراسات المسحية أن 80% من الطلاب الذين اخبروا ان هناك ارتباطاً بينهم وبين والديهم يتناولون فواكه وخضارا بمعدل لا يقل عن مرة في اليوم، مقابل فقط 51% من الذين ليس بينهم وبين والديهم ارتباط. لذلك فانه امر مهم ان يكون الوالدان قدوة حسنة للاباء في الامور كلها الا انها في التغذية تكون ملاحظة حيث ان ترك الابن يتناول ما يرغب فان هذا الامر سيكون له دور خطير على تأصل العادات الغذائية السيئة.
وجبات صحية:
إن الدور الذي تلعبه الأم والأب في التأثير على الأبناء ليس فقط الجلوس معهم وهذا مهم ولكن يجب على الأم الحرص على تحضير الوجبات الغذائية الغنية ذات الطعم الجيد، وذلك عن طريق إعداد وتجهيز بعض الوجبات الغذائية ذات الطعم واللون والرائحة التي تجذب المراهقين لتناولها بشكل جيد لتعطيهم الطاقة والعناصر الغذائية الأساسية له، كما أن للوالدين دوراً مهماً في أن يكون مثالا جيدا للأبناء في الطعام وتناوله والحد من الأغذية الخاوية حيث انه يجب أن لا يمنع الأبناء من تناول طعام يقوم الوالدان بتناوله، فهذا سوف يكون له دور كبير في تغيير العادات بشكل سريع.
بعض طرق الحد من السمنة عند الأطفال:
الرياضة: من خلال الدراسات السابقة يتضح أن من المشاكل التي تواجه المراهقين هو انخفاض ونقص اللياقة، وبالتالي فانه للحد من السمنة فانه يجب الحرص على الأطفال والمراهقين والشباب عمل رياضة بمعدل 30دقيقة في اليوم وزيادتها يكون كذلك افضل فالرياضة والحركة لها دور في الحد من زيادة الوزن ورفع مستوى النشاط.
الحد من المشروبات المحلاة:
في العموم يجب الحد من السكريات بشكل كبير وخاصة التي تأتي من خلال بعض المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، وكذلك المشروبات المصنعة من مواد كيميائية ونكهات الفواكه كل هذه المشروبات تعرف بالاغذية الخاوية وهي التي تمد الجسم بالطاقة فقط دون اي فوائد تغذوية فلا يوجد بها اي فيتامينات او معادن او الياف لذلك فهي من العادات السيئة التي تزيد من السمنة وزيادة الوزن.
الحد من مشاهدة التلفزيون:
إن لكثرة مشاهدة التلفزيون دورا كبيرا ليس فقط في انقاص اللياقة وزيادة الوزن، بل إن ذلك له تأثير في تغيير العادات الغذائية، حيث انه وللأسف يتم الاعلان عن بعض المنتجات الغذائية الخاوية والتي يلاحظ ان الأطفال والمراهقين يغيرون عاداتهم وسلوكهم ويقبلون عليها مما يؤدي إلى تغير عاداتهم الغذائية وسلوكهم الى سلوك غذائي خاطئ لذلك فإنه ينصح بالحد من مشاهدة التلفزيون لوقت طويل ومراقبة ما يشاهدونه وتعريفهم وتوعيتهم لكل ما يعرض وخاصة عند الدعايات. ويجب علينا توفير الأغذية الجيدة في المنزل والحرص على عدم ادخال الأغذية الخاوية والتي لها دور كبير في زيادة الوزن وحدوث الأمراض المختلفة ابتداء من السمنة وزيادة الوزن وارتفاع الضغط والكولسترول وانتهاءً بأمراض القلب.
وفى النهاية: كذلك يجب توعية وتفهيم الاطفال بأن للغذاء دورا اساسيا في المحافظة على صحتهم وان كل ما يتناولنه فى هذه الاعمار المبكرة سوف يكون له التاثير المباشر على صحتهم عند الكبر كما ان للغذاء دورا اساسيا في الحد من المشاكل الصحية والامراض حيث يجب التاكيد على ان غذاءك دواؤك.