مع الضغوطات والتوترات التي يلقيها عصرنا على كاهلنا ، بات العديد منا يسعى إلى الترويج عن نفسه وهمومه بشتى الوسائل وتحديداً عبر تناول ما لذ وطاب له من الطعام ، بلا عناء تفكير أو حساب ! حتى أنه يكاد يعمل بالمبدأ القائل : ” أعيش لكي آكل ” ولكن ، هل يتنبّه للعواقب ؟
اليوم ولنعمر أطول وأسلم ، من الضروري مراقبة محتوى أطباقنا بحيث تكون وجباتنا متنوعة ، مغذية إنما متوازنة .. حسناً ربما لن نعكس : أعيش لكي آكل ” كلياً بقولنا ” آكل فقط كي أعيش ” ولكننا سنطبق : ” آكل بشكل أفضل كي أعيش بشكل أفضل “.
ما الذي سنأكل غداً ؟
بعد حوالي 10 أو 15 سنة من تاريخ اليوم ، كيف سيكون محتوى أطباقنا ؟ فلنتخيل معاً ! بحسب الباحثين والخبراء في مجال التغذية والصحة ، الإستنتاج واحد : ستتضمن وجباتنا كل المنتجات التي تجمع ما بين متعة تناول الطعام وراحتنا والاعتناء بصحتنا في آن واحد .
أما العامل الأساسي الذي سيساعدنا في فهم مظهر وماهية أطعمتنا المستقبلية فهو لا محالة : التبدل الحاصل في عادات ونمط حياتنا اليومية ..
عندما أكد أبقراط : ” ليكن طعامك دواءك الأول ” ، لم يع حينها على الأرجح ، بأن كلامه هذا سيجتاز العصور ليصبح اليوم وصيتنا وشغلنا الشاغل ، أن نأكل أفضل لنعيش أفضل ، هي رغبة معظم المستهلكين ، النساء بشكل خاص والحريصان على تأمين نظام غذائي صحي وسليم لأولادهن .
لهذا السبب ، بات العديد يميل إلى تبني المنتجات الغذائية المناسبة والتي تضمن نمو الطفل بشكل سليم ومتناغم .
يشهد عالمنا ، ثورة تطور حقيقية في مجال التغذية وبات الشعب يعي أكثر فأكثر بأن ما يأكله يومياً سيؤثر لا محالة إما إيجابياً أم سلبياً على جسمه وذهنه .
المستقبل ملكٌ للنوعية الغذائية :
بحسب منظمة الصحة العالمية ، تمارس تغذيتنا اليومية تأثيراً كبيراً على حوالي ثلث الحالات السرطانية ، مثلاً : إن كانت التغذية السيئة لتساهم في ظهور بعض الأمراض السرطانية ، فبالمقابل ، تلعب التغذية الصحية المتوازنة دوراً وقائياً وتخفف من عدد الإصابات . وبالتالي ، يجب أن تتألف أطباقنا من عناصر سليمة لتأمين الصحة والعيش الرغيد الطويل ، وعليه ، توصي منظمة الصحة العالمية بإنتاج سلع غذائية متوازنة قادرة على مساندة المستهلك في نشاطاته اليومية ، حالياً ، تمتلئ الثلاجات بكل ما يضمن الرشاقة والصحة على الرغم من مخاطر الحياة العصرية ، في الواقع ، ثمة مبادرات ابتكارية أكثر فأكثر في إنتاج أغذية قوامها الخمائر اللبنية والتي تقوي وتدعم مناعة الجسم كما تساعده في الحفاظ على حركة أمعاء سليمة . نذكر منها : عدة أنواع من اللبن الزبادي بخميرة البيفيدوس الفاعلة ( Active Bifidus ) والجد نافعة في تأمين توازن النبيت الجرثومي المعوي ومنذ اللحظة هذه ، ينكب الخبراء على استعمال قدرة العناصر البروبيوتية ( السابقة للحيوية ) ( Probiotics ) بشكل أفضل فأفضل ، كونها من الخمائر الحية المفيدة لصحة الإنسان .
إذاً وسواء تحدّثنا عن الأجبان ، الألبان ، البسكويت أو المياه المعدنية ، سيكون المستقبل حكراً على الأغذية التي سيتم اختيارها على أساس نوعيتها الغذائية ، وهذا خبر سار للغاية إذ يحتاج جسمنا يومياً إلى عدة مغذيات متنوعة من معادن ، فيتامينات أحماض أمينية .. ليعمل بشكل سليم وكامل .
في الواقع قد تم تأكيد وإثبات منافع بعض المنتجات ، شرط إدراجها ضمن نمط حياتي صحي وسليم .
تغذية غنية بالفيتامينات والمعادن للفوز بصحتنا !
ما هو وقع التغذية الغنية بالمعادن ، الفيتامينات ومضادات التأكسد على صحة المرء وتحديدا في مجال الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية والأمراض السرطانية ؟ للإجابة على هذا السؤال جرت إحدى الدراسات الدقيقة الموسعة في أوروبا وطالت الآف المتطوعين من النساء 60 % ما بين سني ال 35 وال 60 عاماً ) والرجال ( 40 % ما ين سني ال 45 وال 60 عاماً ) وقد تم توزيع هؤلاء على مجموعتين : الأولى تلقت مزيجاً من الفيتامينات والعناصر الضرورية المضادة للتأكسد كالفيتامين ج ( C ) و ه ( E) السيلينيوم ، الزنك والبيتاكاروتين ، على شكل جرعات غذائية ، أما الثانية فتلقت علاجاً إرضائياً ( Placebo ) والنتائج ؟؟
5- حبّات من الفاكهة والخضار كل يوم ..
التغذية اليومية الغنية بالفيتامينات والمعادن المضادة للتأكسد قادرة على حمايتنا من مخاطر السرطان ربما لم تبرز النتائج بشكل قاطع لدى مجموعة النساء كونهنّ يستهلكن الأكثر الفاكهة والخضار الغنية بالمغذيات المضادة للتأكسد ، بل كان الرجال هم المعنيون ( إذ لا يستهلكون عادة ما يكفي من تلك الأصناف ) : لدى مجموعة الرجال الذين تلقوا مكمّلات الفيتامينات والمعادن ، لوحظ انخفاض بنسبة 31 % في احتمالات الإصابة بالسرطان ، وبالتالي وبحسب تقديرات الخبراء مع استهلاك المزيد من الخضار والفاكهة ، يمكن تجنب حوالي ال 4400 حالة جديدة من السرطان سنوياً ، ذلك لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين ال 45 وال 60 سنة ، وأكثر من 12000 حالة لدى جميع الأعمار .
الوصية الخاصة بالمستهلك :
يجب اتباع تغذية صحية أكثر ، حفاظاً على الوضع الصحي العام :
1- عبر عدم الإسراف في تناول الدهون .
2- عبر استهلاك 5 حصص من الفاكهة والخضار يومياً .
3- عبر تحضير وجبات متوازنة بما فيها وجبة العصر .
هكذا من الممكن تحويل كل طبق نتناوله إلى حسنة صحية إضافية بعض الأمثلة عن أصناف الفاكهة والخضار التي تزود بالحصص اليومية الكافية من الفيتامين (ج) والبيتاكاروتين :
في فصل الشتاء : 100 غ من الجزء المبشور + 120 غ من القنبيط الأخضر ( بروكولي ) + 150 غ من الملفوف الأخضر + حبة برتقال + حبة تفاح .
في فصل الصيف : 200 غ من اللوبياء الخضراء + حبة طماطم + 100 غ من الفراولة + حبة إجاص + 200 غ من الشمّام ( بطيخ أصفر ).