قالت مراجعة جديدة لدراسة انه رغم أن بعض الدراسات اعتبرت أن زيت السمك يعالج الاكتئاب على الأرجح فان أدلة ذلك من التجارب التحليلية متباينة جدا لدرجة لا يمكن معها استخلاص أي نتائج.
وفي تحليل ل 12 تجربة حديثة وجد باحثون بريطانيون أدلة ضئيلة على ان الاحماض الدهنية غير المشبعة في اوميجا-3 حسنت الاكتئاب لدى المشاركين في التجارب. وذكر الباحثون في الدورية الامريكية للتغذية الطبية انه على وجه العموم فان الدراسات كانت صغيرة وأجريت على فترات زمنية قصيرة وكان بينها اختلافات ضخمة في المنهجية التي جعلت من العسير استخلاص نتائج مؤكدة وفق ماذكرت رويترز.
وقالت الدكتورة كاثرين ابليتون وزملاؤها بجامعة بريستول أن احدى المشكلات هي أن التجارب شملت مجالا واسعا من المرضى. فقد فحصت بعض الدراسات بالغين مصابين باكتئاب شديد بينما ركزت أخرى على اختلال ثنائي القطب (متعلق بالهوس والاكتئاب). كما أن بعض الدراسات قيمت الاكتئاب لدى أناس مصابين باضطرابات أخرى مثل عرض الإجهاد المزمن أو خلل الاستحواذ (الهاجس) المكره.
يضاف إلى ذلك أن نوع العلاج والجرعات اختلفت بشكل كبير. ففي بعض الدراسات تناول بعض أفراد العينة مكملات دهون أوميجا-3 الغذائية إضافة إلى علاجهم المعياري بينما استخدمت دراسات أخرى المكملات فقط. وبحثت الدراسة آثار تناول السمك.
وكتبت ابليتون وزملاؤها يقولون: (تظهر التجربة ان اختبارات آثار الاحماض الدهنية غير المشبعة في اوميجا-3 للحالة النفسية للاشخاص المكتئبين محدودة ويصعب ايجازها وتقييمها بسبب تغاير الخواص.)
وخلصوا الى انه أيا كان الدليل فانه يقدم (دعما ضئيلا) لاستخدام زيت السمك في مكافحة الاكتئاب.
ومن الناحية النظرية يمكن ان تؤثر دهون اوميجا-3 على أعراض الاكتئاب من خلال عملها في المخ. ورأت دراسات عديدة ان الاحماض الدهنية تساعد في عمل ناقلي رسائل كيميائية بعينها في المخ متصلة بالاكتئاب.
وبالاضافة الى ذلك فان بعض الدراسات التي أجريت على السكان وجدت ان من يأكلون السمك بانتظام لديهم احتمال أقل نسبيا للاصابة بالاكتئاب.
ومع ذلك فان الأدلة المستخلصة من دراسات كهذه لا تضاعف دائما في التجارب التحليلية حيث يختبر الباحثون بشكل دقيق علاجا مقاوما لعقار وهمي أو علاجا غير فعال. ووفقا لفريق ابليتون فلا تزال هناك حاجة لتجارب تحليلية أكبر وبشكل جيد على استخدام زيت السمك في علاج الاكتئاب.