يقول المثل الانجليزي المعروف «ما لا يشعره الانسان في الدماغ، يشعر به في القدم»، وهو تعبير يشير الى انعكاس ما يحدث في الدماغ على بقية اعضاء الجسم. فالدماغ يجب ان يكون سليما كي يستطيع النهوض بالوظائف اليومية بكفاءة عالية مثل الحركة والمشاعر والذاكرة والنشاط المعرفي الممتد بين الادراك والوعي.
ماذا يحدث كمثل حينما نريد استعادة ذاكرة معينة؟ يقدر العلماء ان دماغ الانسان يتألف من حوالي 100 مليار خلية عصبية غاية في التطور. وترتبط الخلايا مع بعضها بشكبة واسعة وشاملة من انظمة الاتصالات. وحينما نشاهد شخصا معروفا لدينا فان هذه «الاشارة» تنطلق من عيوننا عبر الخطوط العصبية الى مناطق الدماغ الخاصة بالذاكرة. وهناك يمسح الدماغ الذاكرة بحثا عن صورة الانسان المطابقة للشخص الذي شاهدناه.
وهذه صورة مبسطة لما ينفذ في الدماغ من وظائف على انها لا تتناول الحديث عن الطاقة التي يحتاجها الانسان لتنفيذ هذه الوطائف. وواقع الحال ان خلايا الدماغ بحاجة الى الطاقة بشكل «وقود» مستمد من داخل الجسم البشري نفسه يطلق عليها اسم ادينوسينتريفوسفات وهي مواد هامة ينتجها الجسم البشري من الجلوكوز الذي نتغذى عليه. وتحتاج اعصابنا في عملها على تحويل الجولوكوز الى ادينوسنتريفوسفات الى مكونات متخصصة يطلق عليه اسم الميتوكوندريا او الحبيبات الخيطية او «محطات توليد الطاقة».
وتشير العديد من الدراسات الطبية والسريرية ان خلاصة الجينكغو «Egb – 761» التي توجد في الصيدليات باسم «تيبونين» يمكن ان تعزز وظائف الدماغ المعرفية ضد النسيان والعته وما الى ذلك. وتكشف هذه الدراسات بان خلاصة الجينكغو المذكورة تحمي الميتوكوندريا اولا وتحسن اداءها الوظيفي ثانيا. كا تعمل خلاصة الجينكغو على كبح جماح الرديكالات الحرة التي تدور في الجسم وتبعث الاضطراب في الوظائف العصبية. وهذا يعني ان الخلاصة لا تحمي الميتاكوندريا فحسب وانما تحمي جدران الخلايا العصبية في الدماغ ايضا.
وتذهب بعض الدراسات الى ان خلاصة «Egb-761» تعمل ايضا على ترميم الضرر الذي اصاب الميتاكوندريا. كما تسهم الخلاصة المذكورة، حسب هذه الدراسات، في تحسين انتاج الادينوسينتريفوسفات داخل الميتوكوندريا وتحرص بذلك على تزويد الخلايا العصبية بالمزيد من «الوقود».
اجرت جودي كوري من جامعة كاليفورنيا احدى هذه الدراسات على 23 مصابا بالتصلب المتعدد باستخدام الجينكغو. وتوصلت الدراسة الى ان الخلاصة اعانت كافة المرضى في تخفيف اعراض المرض العصبية والعقلية. بكلمات اخرى فان خلاصة الجينكغو تعمل عل حماية الخلايا العصبية من الضرر على المستوى البعيد وتقلل مظاهر النسيان وضعف التركيز عند تقدم السن. وهذا يؤدي بدوره الى تحسين الذاكرة والى تعزيز وظائف الدماغ الخاصة بالعمل على المعلومات وتصنيفها وفرزها. وهذا ليس كل شيء لان وصول المزيد من الوقود الى الدماغ يعني مضاعفة قدرته على تنسيق حركات الاعضاء والاطراف.
المهم ايضا هو انعكاس كل هذا التحسن على الحياة للانسان وتحسن الوضع النفسي وشحن الفرد بشيء من المزاج الجيد يحل محل الكآبة الناجمة عن النسيان والعته.
ان عرقلة انتاج الوقود، او لنقل الادينوسينتريفوسفات، يؤدي الى اضطراب النظام المعرفي عند الانسان وانخفاض كفاءة الانسان العقلية والجسدية. وتتعمق الحالة بفعل الراديكالات الحرة، وهي ذرات اوكسجين حرة عدائية، تهاجم المتاكوندريا وتتغلب على «Egb-761» التي تعتبر حساسة جدا لهذه الراديكالات. ويمكن لخلاصة الجينكغو في هذه الحالة دورا مهما في مساعدة الانسان بدنيا في سنه المتقدمة.