يعد الكرفس نباتاً من فصيلة الخيميات، ويبلغ ارتفاعه نحو نصف متر إلى المتر، الأوراق مسننة ومجنحة ، أما الأزهار فهي صغيرة مشربة بالخضرة، والجذر كروي بحجم قبضة اليد، لا تظهر الأوراق إلا في السنة الثانية من عمر النبتة.
ويكثر نمو الكرفس البري في المستنقعات، كما في الأراضي الرطبة، وبخاصة قرب المنازل، في السواحل ، وفي الجبال، وموطنه الأصلي أوروباً وشمال إفريقيا وأمريكا الشمالية.
أما الكرفس البستاني فتستنبت بذوره في أحواض مسمدة ومغطاة بالزجاج أو النايلون، حيث يتم ذلك خلال شهر مارس، وفي أبريل أي في فصل الربيع، وتشتل الشتلة في بداية الربيع على بعد 35 سنتيمتراً بين كل شتلة وأخرى، وفي خطوط يبعد كل خط عن الآخر مسافة 40 سنتيمتراً لإعطاء مجال للجذر كي ينمو، وفي الصيف يمكن استعمال الأوراق، على ألا تقطع كلها مرة واحدة، بل تؤخذ ورقة من كل شتلة حتى يبقى لها العدد الكافي من الأوراق اللازمة لنموها. وفي الخريف ترفع الجذور من الأرض، وتخزن في القبو مطمورة في الرمل، فتظل طازجة إلى حين الاستعمال، أما الأوراق فتجفف، وتحفظ للاستعمال .
يحتوي الكرفس على زيت طيار مع مادة التربنين، وعلى مواد هلامية ونشوية، وعناصر آزوتية، وعلى سكر وأملاح معدنية وفيتامينات( ب، ج، ي) ومواد مدرّة للبول.
ويقول أطباء العرب الأوائل: الكرفس منه البستاني، ومنه الآجامي والجبلي والصخري، فأما البستاني فمعروف، ويبلغ من إسخانه أنه يدر البول والطمث، ويحلل الرياح والنفخ، خاصة بذوره، والبستاني أنفع للمعدة من سائر أنواعه. وحين تضمد به مع الخبز أو السويق ويسكن أورام العين الحارة والتهاب المعدة، ويسكن أورام الثدي الحارة، وإذا شرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتالة، وهو يفتق شهوة الباءة من الرجال والنساء، ولذلك تمنع المرضعة منه، لأنه يهيج الباءة ويساعد على فتح سدد الكبد والطحال، ويذيب الحصاة، وشرب عصيره وورقه ينفع من الحمى النافض ،وإذا أكثرت منه الحامل تولد في بطن الجنين بعد خروجه من الرحم بثور رديئة، وإذا أكثرت منه المرضع أورث الرضيع صرعاً، وإذا خلط عصيره بدهن ورد وخل، وتدلك به في الحمام سبعة أيام متوالية نفع من الحكة والجرب، وهو يزيل المغص، ويوافق من به عرق النسّا، وينفع من الربو ومن ضيق النفس.
وقال الأنطاكي في ” التذكرة” : يزيل اليرقان وعسر البول والفواق وبرد الأحشاء خصوصاً الكبد ووجع الجنبين والوركين والخصية، ويجلو الآثار كالثآليل والبرص خصوصاً بالنشادر والعسل.
والكرفس يستخدم في طب الأعشاب الحديث لإنقاص الوزن، وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهبوط القلب، وعلاج الأرق والتوتر، ويساعد على خفض مستوى السكر، وقد أثبتت الدراسات الحديثة صحة استخدام بذور الكرفس في الطب القديم كعلاج لنزول الحيض المتأخر.
وتستخدم البذور لمعالة النقرس، وتساعد الكليتين على طرد اليورات، وغيرها من الفضلات غير المرغوب فيها، كما تعمل على خفض الحموضة في الجسم ككل، كما يفيد البذور في حالات التهاب المفاصل وإزالة سموم الجسم، وتحسين دوران الدم في العضلات والمفاصل ،وإن البذور مدّرة للبول، وفعالة كمطهر قوي، وفي علاج التهاب المثانة وتطهيرها من النبيبات البولية، كما تفيد البذور لمشكلات الصدر مثل الربو والتهاب القصبة ، ويمكن أن تساعد على خفض ضغط الدم بمزجها مع أعشاب أخرى.
كما يستخدم الكرفس في علاج حصى المثانة التي تسبب تهيجا وتعيق تدفق البول، وهو علاج مفيد أيضاً لالتهاب المثانة والعدوى البولية المعاودة، يمزج مع الخطمي المخزني .
ويؤكل الكرفس غضاً ( رأسين يومياً) ولمدة بضعة أشهر، لمعالجة الروماتيزم والنقرس والانقباض النفسي ،والضعف العصبي والجنسي.
ولمعالجة شح البول، أو عسره، أو تقطيره، وللبول الزلالي، وللرمل والحصى، سواء أكان في المرارة أم في الكلى أم في المثانة، ولسوء الهضم والغازات وتطبل المعدة، ولتغير لون السحنة وأصباغها باغبرار أو زرقة: بغلي مقدار ثلاثين جراماً من جذور الكرفس المجففة والمقطعة لمدة عشر دقائق في لتر من الماء، ثم تستحلب عشر دقائق أخرى ثم يصفى ويشرب بمقدار كوب بعد كل طعام.
يمزج مستحلب الجذور مع الحليب لعلاج النزلة الصدرية والتهاب الشعب التنفسية، والبحّة وانقطاع الصوت والربو، والسعال وجميع أمراض الجهاز التنفسي.
يشرب مقدار فنجان من عصير أوراق وأغصان الكرفس الطازج كل صباح لمعالجة الضعف والوهن، وعدم القابلية للطعام، وتخفيف التوتر العصبي.
ويمكن أن يشرب مقدار ثلاثة فناجين من عصير أوراق وأغصان الكرفس الطازج كل يوم لتنقية الجسم من الفضلات المسممة للأعضاء، وللروماتيزم، وللنقرس ،والبدانة، والسعال الرطب، والتهاب الشعب التنفسية.
لإنقاص الوزن:
نظراً لخاصية الكرفس في إدرار البول، يستخدم زيته لإنقاص الماء من الجسم مما يقلل الوزن، وهذا يؤكد صحة الاستخدام القديم للكرفس في علاج حالات السمنة، ولكن مع تقليل تناول الدهون والسكريات، وممارسة النشاط الرياضي، إذ إن انقاص الوزن القائم على تصريف المياه من الجسم كثيراً ما يفشل، ويرتد البدين إلى وزنه الأصلي لسهولة تعويض هذه الكميات المفقودة من الماء.
ويستخدم أيضاً لتقوية الجهاز الهضمي وتنشيطه، وللتخلص من متاعب الغازات والنفخة وتطبّل المعدة حيث تستحلب ملعقة صغيرة من البذور في كوب من الماء المغلي لمدة عشر دقائق ثم تصفى وتشرب عند الحاجة.
ومن المعروف أن الأطباء يصفون أحيانا مدرّات البول كعلاج لارتفاع ضغط الدم، ونظراً لتميز الكرفس بمفعول مدر للبول فإنه يساعد على خفض ضغط الدمّ المرتفع . وفي إحدى التجارب التي أجريت على الحيوانات، تم حقنها بزيت الكرفس، وأدى ذلك إلى حدوث انخفاض ملحوظ بضغط الدم ( أو مستحلب البذور شربا).
لهبوط القلب:
المقصود بهذه الحالة وجود ضعف في قيام القلب بعمله، أي بضخ الدم إلى شرايين الجسم، ومن علاماتها وجود تورم بالقدمين، وربما استسقاء بالبطن، أي تراكم للسوائل بالجسم ولذلك يمكن استخدام الكرفس كمدر للبول في هذه الحالة بمستحلب البذور شرباً وتحت إشراف طبي.
لمرضى السكر، أثبتت بعض الدراسات أن بذور الكرفس تساعد على خفض مستوى السكر ( الجلوكوز) بالدم، وبذلك فإنها تعتبر مفيدة لمرضى السكر، وتستخدم كمّادات الأوراق الخضراء للكرفس لمعالجة احتقان الثديين. موقع طرطوس
ولالتهاب الحلق والبلعوم وتطهير الفم وتقوية اللثة وشفاء ما فيها من بثور:
يتم التغرغر بعصير الكرفس الطازج الممزوج مع الماء.
يضاف مسحوق أوراق الكرفس المجففة إلى الحساء ( الشوربة) لإكسابها نكهة طيبة .
وقال ابن البيطار :
إذ دق بزر الكرفس مع مثله من السكر ولت بسمت بقري، وشرب ثلاثة أيام، فإنه يزيد في الجماع أمراً أكيداً ،وليكن الطعام عليه لحوم الديوم وأخصيتها.
ولالتهاب المفاصل:
تمزج ملعقة صغيرة من الأوراق المجففة المطحونة مع الطعام يومياً.
ولا يؤخذ الكرفس أثناء الحمل، أو عند الإصابة باضطراب في الكلي، أو فترة الرضاعة.