كشف علماء مختصون في ألمانيا , عن أن مادة طبيعية موجودة في خلاصة القنب الهندي , قد تساعد على منع تكرار الصرع التشنجية أو تخفيفها .
وجد الباحثون في معهد ماكس- بلانك بميونيخ أن مواد كيميائية دماغية طبيعية تشبه خلاصات القنب , قد تعيق العملية التي تحفز ظهور التشنجات , وهو ما يتفق مع الاستخدامات القديمة للقنب في القرن الخامس عشر , حيث كان يعطي لتخفيف أعراض الصرع .
وقام هؤلاء بدراسة مجموعة من الفئران , تعاني من حالات صرع , مشابهة لما يحدث لدى البشر , أي تحفيز غير طبيعي لخلايا الدماغ , بواسطة كمية مفرطة من مادة ” جلوتاميت ” الكيميائية .
وأوضح الباحثون في مجلة ” العلم ” المتخصصة , أن مادة تعرف باسم ” حمض كاينيك ” , تعمل بطريقة مشابهة في الفئران المطفرة , لذا تم استخدامها للكشف عن المركبات القنبية التي تعيق عملية التحفيز , أو تحمي خلايا الدماغ المتورطة .
ووجد الخبراء أن المستقبلات الرئيسية على سطح خلايا المخ , في دماغ الفأر على الأقل , التي تستجيب عادة للمواد الكيميائية الشبيهة بالقنب , المفرزة طبيعياً في الجسم , ساعدت في الوقاية من تلك التشنجات , الناتجة عن الحمض المذكور . ومع ذلك , وبالرغم من أن نفس المستقبلات موجودة في دماغ الانسان , إلا أنه لم يثبت بعد إمكانية وقف التشنجات بواسطة إدخال مثل تلك المركبات القنبية في العلاج .
ووصف العلماء هذه الاكتشافات بأنها هدف علاجي واعد لبحوث الصرع الدوائية , وتساعد على تطوير عقاقير جديدة فعالة في معالجة هذا المرض , مشيرين الى ان هناك عدداً كافياً من الدراسات الحيوانية , التي تسمح ببدء البحوث على البشر المصابين بالصرع قريباً .
واشار بعض الخبراء الى ان إجراء المزيد من البحوث لتطوير مركبات كيميائية تشبه القنب في تأثيرها , قد يساعد على تخفيف حالات الصرع ونوباته المتكررة , لافتين الى أن اختبارات مركبات القنب على مرضى السرطان والمصابين بالتصلب المتعدد لا تزال جارية.