سنعرف التوحد بشكل مبسط، حتى يسهل على الجميع فهم الفكرة والهدف من الموضوع . إن التوحد هو إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي ، ما يؤثر على وظائف المخ، وإلى الآن لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد.
إن أطفال التوحد يعيشون من دون شعور بما يحدث حولهم من أحداث في محيط البيئة الاجتماعية ، فينخرط الطفل منهم في مشاعر وأحاسيس وسلوكيات ذات مظاهر تعتبر شاذة بالنسبة لمن يتعاملون معه ، بينما يعايشها الطفل بصفة دائمة ومستمرة لأنها الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها عن مشاعره الخاصة .
وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي، ما يؤثر في القدرات الذهنية للطفل، ومهارات التواصل وصعوبات التواصل اللفظي والتفاعل الاجتماعي، وصعوبة الاندماج في الأنشطة الترفيهية، وقد يسلك الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير أو تجاه الذات.
وضعت نظريات عدة تحدد سبب حدوث مرض التوحد ، ومنها نظرية الكازيين والجلوتين وهو ما سوف نقوم بمناقشته هنا، وفي هذه النظرية تبين أن أولى خطوات النجاح تكون في تغير النمط الغذائي الذي يتناوله المصاب بالتوحد ، فقد تبين أن الأغذية المحتوية على الجلوتين ومادة الكازيين تفاقم حالة المصاب بالتوحد ، حيث تعمل هذه المواد مفعولاً شبيها بالمورفين أو العقاقير المهلوسة والتي ينتج عنها أعراض التوحد والاضطرابات السلوكية لديهم، وتبين أن منعهم من تناول الطعام المحتوي على هذه المواد يساهم في تدعيم العلاج واندماج الطفل في مجتمعه.
ويوجد الجلوتين في الدقيق والخبز والشوفان والحنطة والقمح والكيك والبسكويت والمعجنات والمكرونة ، وأية منتجات يدخل الدقيق فيه ، أما الكازيين فإنه يوجد في الحليب واللبن والزبادي والقشطة واللبنة والأجبان بكافة أنواعها.
يتم عمل الحمية الغذائية لطفل التوحد على مراحل أولها منع الطفل من تناول الحليب ومشتقاته وبعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع نوقف الطفل عن تناول المنتجات المحتوية على الجلوتين.
وعند البدء بالحمية تستبدل الأطعمة المحتوية على الجلوتين بدقيق الذرة أو الطحين أو الخبز الخاليين من مادة الجلوتين . بينما تستبدل الأطعمة المحتوية على الكازيين بحليب الصويا أو حليب الأرز.
ويسمح لطفل التوحد بتناول جميع أنواع الخضراوات والفواكه ، عدا الطماطم بكافة صورها سواء الصلصة أو الكاتشب أو معجون الطماطم ، على أن تكون بقية الخضراوات والفواكه من مصدر عضوي ، لا تحتوي على المبيدات والملوثات البيئية والمخصبات الزراعية والحرص على التأكد من مصدرها، وعدم احتوائها على مواد حافظة ، كما يمنع عنه جميع المواد المعلبة ، ويسمح له بتناول لحوم الدواجن ، ويفضل الإكثار من إعطائهم الأسماك ويسمح له بتناول بياض البيض فقط ، ويمنع عنه صفار البيض . كما يجب الحذر من الكازيين والجلوتين الخفي الموجود على سبيل المثال في الكاكاو بالحليب، ويفضل دائماً التقيد بقراءة البطاقة التعريفية للغذاء، وخلوها من هاتين المادتين سواء بشكل ظاهر أو خفي.