يلجأ الكثير من الناس إلى التداوي بالأعشاب بعد أن يسيطر عليهم اليأس بعد استعمال الأدوية الكيماوية التقليدية لمدة طويلة من دون تحقيق نتائج إيجابية . وعند تحولهم إلى الأعشاب يتحسن وبعضهم الآخر لا يشعر بفوائد تذكر ، ويتوقف ذلك على حالة وظرف كل مريض .
لذلك عند تناول الأعشاب يجب على الإنسان ألا يتوقع تحسناً فورياً بسبب تناول هذه الأدوية النباتية ، بل قد تظهر بعض الأعراض مؤقتاً ، وذلك نتيجة لمحاولة الجسم التخلص من الفيروسات عقب دخول الأعشاب إليه . ولكن هذا يحدث لفترة قصيرة حتى يستعيد الجسم قدراته الدفاعية وينجح في السيطرة على المرض . ونتناول تباعاً عرض الفوائد والمنافع المتعددة لبعض الأعشاب المعروفة ونبدأ بتلك التي تتمتع بتأخير الشيخوخة .
عشبة الصبار
يعد الصبار من أقدم الأدوية العشبية التي عرفها الإنسان ، ويعرف أيضاً باسم زنبقية الصحراء ، ويوجد منه نحو 200 نوع يشتهر ، منها نوعان فقد هما السيرا كاو ، ثم السكروتيني ، واسم الصبار مشتق من كلمة الصبر ، نظراً لاحتياج نبتة الصبار لما يقرب من سنتين إلى ثلاث سنوات قبل أن تعطي عصيراً لزجاً يحتوي على كل الخصائص الدوائية . والصبار نبات معمر وحساس ضد الطقس البارد وينمو طبيعياً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وموطنه الأصلي هو إفريقيا الشرقية والجنوبية . ويدخل الصبار ضمن نباتية الزينة ويمكن زراعته في أوعية تحتوي على تربة صانية ويستمر تواجده إلى سنوات عدة .
ويتكون نبات الصبار من جذور ليفية قوية ، يتفرع عنها أوراق دائمة الخضرة ذات أطراف مدببة على هيئة أسنان شوكية ، والأوراق هي الجزء الأقوى في النبتة بسبب العصير الهلامي الجيلاتيني البلوري الصافي الذي نحصل عليه عند قطف هذه الأوراق والذي بدوره يحتوي على المكونات الدوائية والعلاجية .
خصائصه وفوائده
تحتوي أوراق الصبار على سائل هلامي مخاطي ذي طعم مر ويفيد ثلاثة أعضاء داخل جسم الإنسان ، هي القلب والكبد والطحال ، وخلاصة هذا السائل تعد غنية بنحو 220 عنصراً مختلفاً من المكملات الغذائية والأنزيمات والفينول والأحماض الأمينية والصابونين والسكر والألويين والمادة الأخيرة هي المادة الفعالة الرئيسة في النبتة .
وتعد عناصر العديدة للمواد الداخلة في تركبب سائل الصبار ، هي التي تعطيه هذه القدرة الفائقة على شفاء العديد من الأمراض بقدرة الله ، فهو مضاد للبكتيريا والفطريات والديدان ، وله خصائص مطهرة ومنظفة ومضاد للالتهابات والحساسية .
ومن أهم خصائص هذه المادة الهلامية ، قدرتها على اختراق جدران الخلايا والقضاء على ما تحتوي من بكتيريا وفيروسات ، كما أنها ذات خصائص مخثرة للدم ومسكنة لالتهابات الأغشية المخاطية ومطهرة للأمعاء ومنبهة ومسهلة للإمساك وطاردة للديدان وشافية للجروح مبيدة لحشرات .
ويحتوي الصبار على الكثير من أسرار قدرة الله ، فالمادة الهلامية السميكة التي تنتج مباشرة بعد كسر ورقة الصبار ، لها دور كبير في حماية صحة النبتة ذاتها ، لأنها تشكل جزءاً وغطاء حامياً لمكان السكر ، فيمنع خروج المزيد من الإفرازات ويمنع تسرب البكتيريا أو العفن أو الفطريات إلى داخل النبتة ويبعد الحشرات أيضاً من الاقتراب .
وهذه الخواص ، يمكن الاستفادة منها أيضاً بالنسبة إلى جسم الإنسان وأي جرح يحدث له استخداماته.
وعلى قدر تعدد المواد الداخلة في تركيب سوائل الصبار ، تتعدد كذلك فوائده ، والتي تجعله بمثابة صيدلية كاملة داخل هذا النبات العجيب ، فلو أردنا تعديد بعض هذه الفوائد نذكر منها :
• إنه يداوي ويحمي من اجتياح البكتيريا بتهدئته الفورية للبشرة المتأذية وإزالته السريعة للتلوث والألم والحكة والندوب من الجلد .
• يستخدم في علاجات البشرة والجلد ومواد التجميل عموماً ، لأنه يعمل بسرعة ، حيث يتم امتصاصه فور وضعه .
• إنه يعزز الانقسام السريع للخلايا وتجديدها بواسطة الأنزيمات الموجودة فيه التي تعمل على التخلص الخلايا الميتة وإفساح المجال أمام أخرى جديدة ، وهذا يعني النمو السريع لبشرة صحية ناعمة خالية من التجاعيد ، كما يسرع في شفاء العديد من حالات البشرة ومشكلاتها .
• إنه يحدث تغذية أكيدة وترطيباً مميزاً ، لأنه يساعد البشرة على إبقاء رطوبتها والاحتفاظ بها في طبقاتها السطحية .
• إنه يساعد على منع احتراق الأشعة فوق البنفسجية المؤذية لجهاز المناعة ، وذلك عبر عمل أنزيماته المضادة للأكسدة ومادة الفينول الموجودة فيه ، وبناءً على ذلك يحمي البشرة من الإصابة بالسرطان .
• يعمل كعنصر طبيعي مزود للأوكسجين لأنه يجذبه نحو البشرة .
• يوازن الرقم الهيدوجيني pH في البشرة .
• يوازن الرقم الهيدروجيني pH في الدم مما يقوي جهاز المناعة .
• يرفع من مستوى الهضم والامتصاص .
• يبطل مفعول سموم الجسم وبذلك يقلل الأنسجة ، مثل التهابات المفاصل .
• إنه سريع الفساد ولا يبقى طازجاً لفترة طويلة بعد قطعه من النبتة الأم
• له رائحة لطيفة .
• لا يحدث بقعاً على البشرة أو الثياب .
الفوائد الرئيسة
بسبب الحقائق المذكورة في الأعلى ، لجأت في السنوات الأخيرة العديد من الشركات المصنعة للأدوية ومستحضرات التجميل إلى استعمال هلام الصبار كمركب أساسي في الأدوية والمراهم ومستحضرات الحماية من الشمس وكريمات وغسول الوجه والجسم ومستحضرات الشعر ومستحضرات الرجال والعديد من مستحضرات التجميل الأخرى .
لذلك تتمتع منتجات الصبار ( الهلام أو الخلاص أو العصير أو البودرة المجففة ) بالعديد من الخصائص التجميلية والطبية ، والتي تستعمل بصورة أساسية عبر طريقتين ، خارجياً : عندما يستعمل الصبار موضعياً . فإنه يعمل بالقدرات الآتية :
• كعامل مداوٍ للبشرة من الجروح والخدوش والبثور وحب الشباب والطفح الجلدي ، والبقع والندوب والرضوض والتهيجات وغير ذلك من مشكلات البشرة .
• كعامل مهدئ للبشرة التي تعرضت لعمليات مهيجة ، مثل أو التقشير الكيميائي أو نزع أو إزالة الشعر ، يمكن لهلام أو جل الصبار أن يستعمل بالتعاون مع خواص الفواكه ( الألفا هيدروكسيد أسيد ) لمعالجة حب الشباب أو الكلف أو البشرة المسنة وحالات جفاف البشرة المزمنة .
• كعلاج لكل أنواع الحروق ، ومن ضمنها الحروق البسيطة وحروق أشعة أكس ، والحروق من الدرجة الأولى والثانية ، وحروق الشمس ، وحروق الاحتكاك والكهرباء والمواد الكيميائية ، وحروق المواد الحارة ( الدهن الساخن والنار والبخار ) .
• كعلاج لحالات البشرة المرضية ، مثل القوباء المنطقية وتقرحات البرد والتهاب البشرة المزمن ، وتقرح البشرة وسرطان الجلد والعديد من حالات الالتهاب والفطريات .
• كعلاج للحالات التي تسببها البيئة الخارجية ، مثل التسمم باللبلاب أو البلوط ولسع الحشرات ولسع النحل .
• كعامل تجميلي يساعد على ترطيب الشفاه والأيدي المتشققة ، ويمنع ظهور الخطوط حول الفم والعيون ، ويؤخر ظهور التجاعيد المرتبطة بتقدم السن .
• كعامل قابض للأنسجة يحدث تأثيراً قابضاَ وشاداً لأنسجة البشرة ، وهذا العامل يجعل المسام تبدو أصغر ، ما يعطي الوجه مظهراً أكثر نعومة ، وهو أيضاً يخفض من إفرازات الزيت المفرط ( في البشرة الدهنية ) ، ويخفض من تبخر الماء ( في البشرة الجافة ) ، فيعطي تأثيرات موازنة لكل من نوعي البشرة .
• كغسول للعيون لعلاج تصلب الأنسجة وشحاذ العين وجفاف العين .
فوائد صحية أخرى
يعد الصبار من أفضل ملطفات الأمعاء والأعشاب المنظفة وأحد أفضل المسهلات الدافئة والمنبهة وأكثرها أماناً ، خاصة لأولئك الذين يعانون من أجسام تميل إلى تكوين البلغم أو أولئك الذين يعانون إمساكاً مزمناً ، لأنه ممتاز في امتصاص السموم من المعدة والكبد والكلى والطحال المثانة ولتعزيز نمو البكتيريا الصديقة في الأمعاء الغليظة ، وهو أيضاً يزيد من تدفق سائل المرة ، ويعمل كمنبه للجهاز الهضمي وخاصة النصف الأخير من الأمعاء الغليظة .
لذلك لعصير الصبار العديد من الاستعمالات المعروفة ، والتي تمتد من معالجة التقرحات والبواسير والإمساك وسوء الهضم وكسل الكبد وضعف عمل عضلات الأمعاء الغليظة إلى العديد من مشكلات المعدة الأخرى وكذلك لعلاج التهاب المفاصل والربو والسعال والالتهابات .
حسب الطب الهندي الشعبي القديم ، يمكن استعمال الصبار لتعزيز الحيض عند احتقانه بسبب خصائصه القابضة للأنسجة والمنشطة والمعتدلة والمغذية .
لقد أظهر عصير الصبار أيضاً قدرة عظيمة على علاج فيروس HIV عند استعماله في المراحل الأولى من مرض السيدا أو ( الإيدز ) .
وقد استعمل بنجاح لإعاقة تناسخ الفيروسات وكقاتل لديدان الأمعاء ، إن خصائص هلام الصبار المضاد للفطريات ، يمكن أن تكون مقيدة جداً في علاج الالتهابات الفطرية ، مثل فطريات القدم والأظافر ( اليد ) وهو يساعد أيضاً في السيطرة على قشرة الرأس .