مغذيات أساسية حيوية تؤمن الصحة والحماية
يعرف الخوخ المجفف بمفعوله الملين للأمعاء ، غير أنه في الحقيقة حسنات الخوخ الخفيفة وإيجابيات استهلاكه تتعدى هذا الأمر بشكل كبير ، فالخوخ مضاد فعال للأكسدة ( Antioxydant ) بالإضافة إلى غناه بالألياف الذوابة وغير الذوابة) ( Insoluble Fibers & Soluble إلى جانب تركيبته المميزة بالسكر إذ لا نجد فيه السكاروز بل الجلوكوز بكميات كبيرة مع السورربيتول والفروكتوز .
ففي كل 100 غرام من الخوخ المجفف أي ما يساوي 8 إلى 14 حبة منه ، 240 وحدات حرارية منها 93 % وحدات مصدرها السكريات لتنقسم هذه النسبة إلى 50 % من الجلوكوز و 30 % من الفروكتوز و 20 % من السوربيتول . وهذه التركيبة الخاصة من السكريات تفسر بضعاً من مزايا الخوخ المجفف وتأثيراته الإيجابية الكبيرة على الصحة سكر السوربيتول مثلاً ينشط عمل الصفراء والأمعاء فيحارب بالتالي الإمساك والفروكتوز مع السوربيتول مسؤولان معاً عن تخفيض ارتفاع معدل السكر والأنسولين في الدم بعد تناول الوجبات الغذائية خلال اليوم ، ويعزز كل هذه الحسنات الخاصة بالخوخ المجفف غنى هذه الفاكهة بالألياف التي تبلغ في كل 100 غرام منها إلى 7 إلى 8 غرامات من الألياف .
فالألياف الذوابة وفيرة في الخوخ المجفف أكثر بكثير من أي فاكهة أخرى . وقدرة هذا النوع تحديداً من الألياف على امتصاص الماء لها مفعول مفيد ومطر على الجهاز المعوي كما يضبط عدداً من العمليات الأيضية التي تحصل داخل جسم الإنسان ، أما الألياف غير الذوابة التي تشكل نسبة 50 إلى 60 من مجمل كمية الألياف الموجودة في الخوخ المجفف فتتواجد على شكل السيلولوز والإيميسيلولوز ( Hemicellulose ) الذين لهما دور ميكانيكي آلي في تسريع وإبطاء عمل الأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك فإن غنى الخوخ المجفف بالألياف هذه جميعها يمنحه القدرة على تخفيض مؤشر السكر في الدم لإنها بتعاونها مع سكر السوربيتول ، تتجنب الألياف ارتفاع معدلات الأنسولين في الدم إلى حدها الأقصى المسؤولة بشكل أو بآخر عن ردات الفعل العكسي اللاحقة المتمثلة في انخفاض كبير لمعدل السكر في الدم .
وتحسن الألياف معدلات الدهون في الدم عبر المساهمة في تخفيض معدل الكولسترول السيء ( LDL ) في هذا الأخير ، مع الإشارة إلى عدم احتواء الخوخ المجفف أي نوع من الدهون على الإطلاق ، فلا تبلغ نسبة الدهون فيه 0,2 % وفي إطار الوقاية والحماية من أمراض هذا العصر . يتصدر الخوخ المجفف لائحة العوامل المحاربة لأنواع الأمراض المختلفة التي تصيب الناس كافة اليوم مهددة حياتهم مثل السرطان والأمراض القلبية والوعائية والتقدم في السن ومضاعفاته التي تتأزم بحسب نوع الطعام الذي نتناوله.
فمعدل الخوخ المجفف وثلاثة أضعاف المفعول المضاد للأكسدة عند العنبية وثمانية أضعاف ذلك في الليمون ، وما يدخل أساساً في إطار هذا الدفاع هو وجود الفلافونوييدات مثل الحمض الكلوروجينيك إلى جانب الفيتامين أ ( A ) و ج ( C ) وه ( E ) .
في الحقيقة ، للخوخ المجفف كما ذكرنا فوائد غذائية كثيرة جداً ، تؤمن ثماني حبات كبيرة من هذا الخوخ نصف الكمية اليومية الموصى بها من البيتاكاروتين وخمس الواردات الغذائية اليومية المطلوبة من الفيتامين ه E مع احتواء الخوخ المجفف على الفيتامين ج C كما ذكرنا ، والفيتامين ب6 ( B6) والفيتامين أ ( A ) والألفاكاروتين ، ونذكر أيضاً غنى هذه الفاكهة المجففة بالأملاح المعدنية بخاصة البوتاسيوم ( 750 ملجرام في كل 100 جرام منه أي 20 % من الواردات اليومية الغذائية الموصى بها ) والمنجنيز ( 18 % من حاجاتنا اليومية ) والحديد ( 18 % أيضاً والمجنيزيوم ( 90 % ) والنحاس 9 % والبورون ( Boron ) 80 % من الكمية اليومية الغذائية المطلوبة.
كل ذلك مع ذكر نسبة البوتاسيوم والصوديوم الموجودة في الخوخ المجفف التي تؤثر بشكل واسع وإيجابي مباشر على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم داخل الأعية ( Hypertension ) كمل لاحظنا الخوخ المجفف كنز صحي غذائي لا مثيل له ، فتناوله باستمرار يؤمن لنا حماية حقيقية وصحة قوية .. الخوخ المجفف وغناه بالمغذيات الأيضية والمكونات الضرورية لحسن سير العمليات الأيضية والبيولوجية كافة داخل جسمنا ، يجعل منه مساهماً أول في حمايتنا ضد الأمراض كافة ، لكن يبقى في النهاية الإعتدال ضرورة فلا نمتنع عنه بل نتناوله دائماً وباعتدال.