استهجن مختصون في الحمية والتغذية أن يعمد بعض الأشخاص إلى اتباع نظام حمية غذائية من خلال ربط الأسنان بأسلاك معدنية عند بعض أطباء الأسنان . وأكد هؤلاء في تحقيق اجرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) خطورة اتباع هذه الطريقة لجهة التأثير في الصحة العامة لدرجة احتمالية الاختناق ، هذا فضلاً عن الضرر الكبير الذي يلحق بالأسنان واللثة ووصفوها بأنها طريقة غير علمية وغير حضارية وغير إنسانية . ولفت المختصون الانتباه إلى أن هدف من يقوم بربط الأسنان لغايات التنحيف هو الربح المادي فقط، كون أن كلفة الاسلاك المعدنية التي تستخدم في الربط لا تتجاوز العشرين قرشاً من أنهم يتقاضون عنها مبالغ خيالية نسبة للكلفة تراوح ما بين 40 و 100 دينار ( 200-500 درهم ) علما بأن ربط الأسنان في القطاع الصحي العام لا يجوز مطلقاً لغايات التنحيف ولا يستخدم إلا لغايات المعالجة .
ووفقاً ل(ن ع ) (23عاماً ) التي تعمل في أحد صالونات التجميل فإنها عرفت بموضوع ربط الأسنان بالأسلاك المعدنية من إحدى السيدات اللواتي يقصدن صالونها .
وقالت أنها اقتنعت بالفكرة وقررت خوض التجربة دون العودة لاستشارة طبيب صحة أو اخصائية تغذية مشيرة إلى أن عدم رضاها عن زيادة وزنها كان السبب المباشر لاعتمادها الطريقة بالإضافة إلى أنها اعتمدت أكثر من طريقة للتنحيف ولكن دون نتيجة، كما أنها علمت من الكثير من السيدات اللواتي قمن بربط اسنانهن بأنها من أسرع الطرق التي تؤدي إلى نقصان الوزن .
وأضافت إن ربط أسنانها أدى إلى نقصان وزنها 20 كغ خلال شهرين ولم تلحظ أي تغيير سلبي في صحتها ولكنها لم تراجع طبيب صحة لتعرف حجم التغييرات التي طرأت على صحتها ، مشيرة إلى أنها راضية نسبياً عن هذه النتيجة رغم أنها لم تلتزم كثيراً بالربط لأنها كانت تأخذ بعض المواد الصلبة وتمررها من فتحة بين الأسنان .
وقالت أنها ربطت أسنانها بوساطة أحد أطباء الأسنان الذي تقاضى خمسين دينارا لقاء هذه الخدمة من دون أن يتدخل بتفاصيل قرار ربط أسنانها أو يتحدث عن مساوىء ربط الأسنان إن وجدت الا أنها استاءت منها لاحقا لأن نظام الربط هذا لم يمنعها من أكل مواد غذائية وشرب سوائل غنية بالسكريات وهذا ما قلل من أهمية النتيجة في الآونة الأخيرة ولهذا قررت فك ربط أسنانها، مع العلم بأن الكثيرات ممن يزرن صالون التجميل لديها اقتنعن بالفكرة ولجأن إليها .
وقالت إحدى الموظفات في القطاع الخاص أنها قررت خوض تجربة ربط أسنانها لغاية انقاص وزنها دون العودة لاخصائية تغذية، واعتمدت على احدى الكتب التي تتضمن توزيع السعرات الحرارية بشكل علمي كما أنها قامت خلال فترة ربط اسنانها بإجراء فحوصات عامة لدى طبيب الأسرة وكانت تراقب صحتها اولاً بأول مشيرة إلى أنها لم تلحظ وجود سلبيات صحية وأنها راضية عن النتيجة ، حيث انخفض وزنها 18 كجم خلال 52 يوما. واستمرت قائلة أنه أثناء فترة ربط أسنانها عانت من فترة خمول عام ونوم دائم مما أثر في حالتها النفسية .
وأشارت إلى أن طبيب الأسنان الذي ربط أسنانها مقابل 40 دينارا لم يتحدث عن أي مخاطر لعملية الربط . وعندما قررت فك الربط توجهت إلى طبيب كخطر الاختناق نتيجة ” الشردقة” مبينة أنه وبعد أن علمت بوجود هذه المخاطر قررت عدم العودة إلى هذه التجربة مهما كانت النتائج ولا تنصح بها أي إنسان مهما زاد وزنه . وقالت إن هذه التجربة علمتها أن ارادة الإنسان يجب أن تكون أقوى من أي تجارب قد تؤثر في صحته بشكل أو بآخر .
المساوىء أكثر من الفوائد
وقال اخصائي جراحة الفم والوجه والفكين في مستشفى البشير الأردني الدكتور محمود البلبيسي أنه يمنع في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية ربط الأسنان لغايات التنحيف ، ولا يعمد إلى استخدام التربيط إلا لغايات معالجة الكسور الفكية والأسنان المتحركة والمعالجات التقويمية، مشيراً إلى أن ربط الأسنان يتم في بعض عيادات القطاع الخاص فقط .
وأشار إلى مساوىء ربط الأسنان لغايات التنحيف ومنها التهابات اللثة والأسنان حيث أن الأسنان واللثة تتعرضان إلى إهمال كبير بموضوع النظافة مما ينعكس سلبا على صحة الأسنان بالإضافة إلى إمكانية تعرض من يقوم بربط أسنانه إلى خطر الاختناق .
وقال إنه إذا لجأ أحدهم إلى ربط أسنانه يجب أن يكون مراقباً من قبل طبيب صحة وأخصائي تغذية .
شائعة.. ولكن
وقال استاذ التغذية في كلية الزراعة في الجامعة الآردنية الدكتور حامد تكروري أن نظام ربط الأسنان شائع في العديد من دول العالم حيث استطاع عدد من الأطباء الترويج له، ولكن الناس مع التجربة اقتنعوا بأنها وسيلة غير سليمة خاصة أنها تحد من حرية الشخص في تناول الطعام وبالتالي يعتمد الشخص على تناول السوائل فقط، مشيرا إلى أن هذا النظام قد يكون نافعا إذا اعد متخصص في علم التغذية الطعام اللازم له على أن يكون أيضاً تحت إشراف طبيب متخصص في الصحة العامة .
وقال أن هذا النظام له الكثير من السلبيات ومنها حجز لحرية الشخص رغم وجود بدائل أخرى أكثر أمناً ، بالإضافة إلى أن هذا النظام ممل وغير مضمون حيث يعود الشخص مباشرة بعد فك الربط إلى تناول الأكل بشراهة، مما ينعكس سلباً على الشخص كما أن بعض الأطباء يعمدون إلى عمل فتحه بين الأسنان مما يسبب تشوهاً في المنظر العام لها ، كما أنه من أكثر ما يخشى أن يؤدي اعتماد الشخص على أغذية غير متوازنة إلى نقص أو سوء في التغذية .
أخطار مستقبلية
أما اخصائي طب وجراحة الفم والأسنان الدكتور ( ع ق ) فقال أن أطباء الأسنان عادة يلجأون إلى إجراء تربيط الأسنان لتثبيت كسور الفكين أو بعد إجراء العمليات الجراحية التي تستلزم قص عظم الفك حيث يعمد الأطباء إلى تثبيت الأسنان بوساطة أسلاك معدنية وبالتالي يصبح من الصعب على هذا المريض اتباع العادات الغذائية بشكلها الاعتيادي ، لتحل مكانها المواد الغذائية السائلة وقد لوحظ أن هذا المريض ونتيجة لتناول السوائل فقط قد خسر من وزنه الكثير .
ورفض الدكتور ( ع ق ) تربيط الأسنان لغايات التنحيف رفضاً قاطعاً ، مشيراً إلى أنه اجراء غير علمي وغير صحي ، إلا أن بعض أطباء الأسنان يقبلون بتربيط الأسنان لزبائنهم بهدف الربح المادي فقط حيث يتقاضى بعضهم مبالغ خيالية تتراوح ما بين 40 و 100 دينار لقاء تربيط الأسنان علماً بأن تكلفة السلك لا تتجاوز العشرين قرشاً، مشيراً إلى سلبية هذا الإجراء غير القانوني وغير الصحي حيث يشكل خطورة كبيرة على حياة الشخص .
وقال أن ربط الأسنان سيؤدي بالضرورة إلى خسارة الأسنان نتيجة اهمالها وسوء تنظيفها بالإضافة إلى التهاب اللثة، مبيناً أن الكثير من المرضى ممن يأتون إلى عيادته طلبوا تربيط أسنانهم، إلا أنه رفض ذلك بالمطلق مطالباً الجهات المعنية بضرورة دراسة هذا الموضوع خاصة في الجانبين القانوني والمهني منه . وفي السياق ذاته أكد الدكتور أن طرق اتباع الحمية الصحيحة أسهل بكثير من هذه الطريقة الخطرة والغريبة , وتتلخص بتخفيف الأكل وممارسة الرياضة .