أظهرت دراسات جديدة أجريت في كلية هارفارد الطبية ، أن الفتيات اللاتي تناولن البيض بصورة منتظمة ، ولكن دون قليه بالزيت أو السمن ، تعرضن لخطر أقل للإصابة بسرطان الثدي مستقبلاً .
وأوضح الباحثون أن الغذاء يلعب دوراً مهما في زيادة أو تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي ، ولا بد أن تتناول جميع السيدات غذاء صحياً ومتوازناً للوقاية من المرض .
ووجد العلماء أن زيادة استهلاك البيض ترافق بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي ، بينما زاد الاستهلاك العالي من الزبدة والشحوم من هذا الخطر ، ولكن يتناسب استهلاك الزيوت النباتية والألياف الغذائية عكسياً مع خطر المرض .
ولطالما نصح الأطباء بالتقليل من تناول البيض لاحتوائه على 200 ملليغرام من الكوليسترول ، وهو ما يتجاوز الكمية اليومية الموصى بها من هذه المادة التي تلعب دورا رئيسيا في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب ، بحوالي الثلثين .
ولكن الدراسة الجديدة أظهرت أن للكوليسترول الموجود في البيض دوراً ضئيلاً في هذه الأمراض ، مقارنة مع الدهون المشبعة في الغذاء مثل الأطعمة السريعة المقلية وشحوميات اللحوم والأغذية الدسمة .
وأظهرت الدراسة التي نشرتها مجلة ” سيركيوليشن ” الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية ، أن مح البيض يحتوي على مركب كاروتينويدي يسمى ” لوتين ” يحمي من الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب .
كما أثبتت دراسة سابقة أجراها نفس الباحثين ، أن تناول بيضة واحدة يومياً ليس له تأثير سلبي في خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أو السكتات الدماغية بين الرجال والنساء الأصحاء ، مشيرة إلى أن البيض يعد من أفضل المصادر الغذائية للبروتينات ، كما يحتوي على 13 نوعاً من الفيتامينات والمعادن الضرورية وخصوصاً من فيتامين (B12 ) والفوليت.
من جانبهم , أكد خبراء التغذية أن البيض من أفضل الأطعمة المفيدة لصحة الإنسان ، ففي الوقت الذي يتخلى فيه بعض الأشخاص الذين يتبعون برامج التخسيس عن تناول البيض على وجه السرعة بسبب قلقهم حول محتوياته من الدهون والكولسترول ، يرى البعض الآخر بأن الفوائد الصحية للبيض تفوق الجوانب السلبية الأخرى .
وأوضح هؤلاء أن البيضة الواحدة تحتوي على كوليسترول يزيد بمقدار 60 ملليجراما على المتوسط اليومي الذي يتناوله الإنسان ، مما يعني أن هذه المستويات تنطوي على مخاطر فقط بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكولسترول في الدم ، الأمر الذي يمكن تفاديه بإحلال بياض البيض مكان تناول البيض الكامل ، كما يحتوي البيض العادي على 6 غرامات من الدهون ، منها ما يقل عن غرامين كدهون مشبعة .
وبسبب ذلك ، توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تناول ما يزيد على عشر بيضات كاملة أسبوعياً ، بما في ذلك تلك المستخدمة في المايونيز ، منبهة إلى أن محتوى الدهون يختفي تماما عند استبدال كل بيضة كاملة في الوجبة ببياض بيضتين .
وتكمن القيمة الغذائية للبيض في محتواه من البروتين ، فهو يحوي أعلى كمية من البروتينات ، مقارنة بالأغذية الأخرى ، إضافة الى الأحماض الأمينية سهلة الهضم اللازمة لبناء العضلات السليمة ، كما يعتبر مصدراً غنياً بفيتامينات (A)، (B)، (E) وخصوصاً فيتامين (B12 ) الذي يعد أساسياً في المحافظة على الجهاز العصبي ، إضافة إلى الثيانين والرايبوفلافين والنياسين والفوليت الضروري للمحافظة على صحة الأم والطفل أثناء الحمل ، والمعادن كالكالسيوم والزنك والمنجنيز والحديد.