دحض الكاتب الألماني أوفه كنوب في كتابه الجديد “جنون التغذية” تسعة اعتقادات خاطئة حول الطعام ووصفها “بـالأكاذيب التسع الكبرى” وأشار إلى أن أول هذه الأكاذيب تلك التي تحذر من الملح.
وبالوقوف على هذه القضية، أشار الكاتب الألماني إلى أن في مقدمة الأكاذيب المتعلقة بضرر الأطعمة، ما يشاع حول ضرر الملح للإنسان، وعن أن الفواكه والخضار مفيدة وأن تناول اللحوم يسبب الإصابة بأمراض القلب وغيرها، كما أوصى القراء في كتابه بضرورة تناول جميع أنواع الأغذية بلا استثناء، حيث لا ضار بينها للإنسان حسب تأكيده.
وبصدد فوائد الفاكهة والخضروات للصحة، ووقايتها الجسم من السرطان وأمراض القلب ودورها في إطالة العمر، استشهد بواحد من البحوث التي أجراها المركز الأوروبي للأبحاث المستقبلية والتي خلصت بعد دراسة البيانات الصحية لنصف مليون شخص، أن الفواكه والخضرات لا تقدم ولا تؤخر حالة المصابين بالأورام الخبيثة.
وأضاف أن عبارة “الفواكه والخضروات صحية”، لا يمكن ان تنسحب على جميع الناس بلا استثناء، إذ أن البعض لا يستطيعون تناول الخضار لأنها على العكس مما يشاع عن فوائدها تسبب للبعض المشاكل الصحية، ولفت النظر إلى أنه وبعد الحملة العالمية لتناول خمس وجبات من الفواكه والخضروات يوميا، ارتفعت نسبة أمراض المعدة والأمعاء بنحو 80%.
وعلى صعيد تناول اللحوم التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة القلبية حسب بعض الدراسات التي اعتبرها باطلة، فقد أشار الكاتب الألماني إلى أن العلماء اختلفوا على صحة هذه العبارة، ولا يوجد إثبات علمي واضح يؤكد مزاعم أن البروتينات والأحماض الدهنية المشبعة الموجودة في اللحوم تسبب هذه المخاطر، فالأغذية المشوية تسبب السرطان لأن بعض المواد التي تتكون عند شيّ اللحوم ضارة بالفعل، وفقا للدراسات العلمية، لكن تناول اللحوم المشوية لبضع مرات في السنة لا يمكن ربطه بزيادة نسبة الإصابة بالسرطان، حسب الكاتب كنوب.
أما بصدد النظرية التي تؤكد سلامة النباتيين من الأمراض وتمتعهم بصحة جيدة وعمر مديد، فقد اشار إلى أن الدراسات التي تعزز هذا الطرح توازي تلك التي تدحضه، حيث خلصت بحوث أجرتها جامعة مانشستر إلى أن الناس الذين يتناولون اللحوم وكل أنواع الغذاء مقارنة بالنباتيين يعانون زيادة طفيفة فقط في معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن نوعية التغذية لا تلعب دورا رئيسيا، بل ثانويا في الإصابة بهذه الأمراض، فيما اعتبرت دراسة أخرى من جامعة غراتس النمساوية أن متناولي اللحوم يتمتعون بصحة جسمانية وعقلية أفضل من النباتيين.
كما اعتبر الكاتب الألماني أن أكثر الأكاذيب الغذائية شيوعا، تلك التي ترى أن النمط الغذائي المعتمد على الخضروات، هو الأفضل لصحة الإنسان، لافتا النظر إلى اختلاف الدراسات حول فوائد ومضار الخضروات، إذ يعاني أصحاب النمط الخضري من مخاطر فقدان بعض المواد الغذائية والفيتامينات المهمة للجسم، وخاصة فيتامين “بي 12” الذي يسبب فقدانه أضرارا للجهاز العصبي للإنسان.
وذكر أوفه كنوب أن هذا النمط الخضري غير مناسب بتاتا للأطفال والحوامل وكبار السن، مشيرا إلى أن نحو 70% من النباتيين و80% من الخضريين يعودون لا محالة إلى تناول اللحوم والأغذية الأخرى.
وبالعودة إلى الملح ومضاره، أكد أن الدراسات العلمية المختصة لم تثبت صواب هذا الطرح، ولم تجزم بأن الملح يزيد من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، فيما الإثبات العلمي الوحيد في هذا الاتجاه، يؤكد أن تناول كميات كبيرة من الملح يسبب أضرارا للجسم، وقد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية.
وحول أن شرب الحليب يقصر العمر، أكد كنوب أنه لا يمكن الأخذ علميا بهذا التحذير فالدراسة التي خلصت إلى هذا الاستنتاج، اقتصرت على نتائج نظرية ولم تكن بحثية، وكذلك حال الكثير من الدراسات العلمية التي تنشر في الدوريات الغذائية وسواها.
وعلى صعيد الربط بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (أي ارتفاع نسبة الدهون)، بانخفاض معدل عمر الإنسان، أعاد إلى الأذهان بعض الدراسات التي تحدثت عن عكس ذلك تماما، وأكدت أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يعني انخفاض نسبة الإصابة ببعض الأمراض، فتأمل يا رعاك الله واختر ما بين الدراسات الغذائية وما خلص إليه الكاتب الألماني.