جوزة الطيب هي ثمرة لنبات يلقبها العلماء بأميرة الأشجار الاستوائية ومبعث هذه التسمية أن هذه الثمرة جنسان مذكر ومؤنث ونبتة واحدة من الجنس المذكر كافية لإخصاب عدد كبير من الجنس المؤنث. وجوزة الطيب ثمرة جميلة، فاتنة، عناها الله أبلغ عناية بزخرفتها ونقشها وتجميلها فغدت ذات شكل جميل وجذاب. تنمو داخل غلاف ذي شحم له بريق لامع أسمر اللون يلفت الانتباه، ولها قشرة إضافية تبدو وكأنها تداعب الجوزة البيضوية بمخملها ذي اللون الأحمر القاني، وإذا ما كسرنا هذه القشرة بدت لنا الجوزة كتلة بيضوية، فإذا قطعناها رأيناها ذات شكل أشبه بالشمع الرمادي الضارب إلى اللون الوردي والمموه بخطوط حمراء كما هو الشأن في الرخام.
تعرف جوزة الطيب علمياً باسم Myristica fragrans..
الموطن الأصلي لشجرة جوزة الطيب:
تنمو شجرة جوزة الطيب في المناطق الاستوائية ويبلغ ارتفاعها حوالي عشرة أمتار وهي ذات شكل يشبه إلى حد ما أشجار الأجاص ولا تثمر إلا بعد السنة الثامنة من عمرها وتنضج هذه الثمار بعد 8 أشهر من الإزهار وتجنى عندما تبدأ في التفتح. تشتهر جزر مولوكا بإندونيسيا بهذه الشجرة، وهي تزرع اليوم على نطاق واسع وتستمر الشجرة في إعطاء الثمار حتى عمر يناهز الستين عاماً. لشجرة جوزة الطيب أوراق ذات رائحة عطرية منعشة وأزهار صفراء صغيرة على هيئة عناقيد.
المحتويات الكيميائية:
أولاً: لوزة جوزة الطيب Mace وهي عبارة عن غلاف البذرة لعقار جوزة الطيب وهي ذات لون أحمر ساطع عندما تكون طازجة ويمكن إزالتها من على البذرة بالأصابع أو بالسكين. تجفف لوزة بذرة جوزة الطيب بعد تسطحها بالمعالجة تحت الأقدام أو بالضغط بين الواح. يشابه زيت لوزة الطيب الطيار ذلك الموجود في جوزة الطيب وتحتوي المكونات الفينولية الرئيسية المعزولة هي دي هيدرودي أيزو يوجينول Dehydrodiisoeugenol ، 5- ميثوكسي دي هيدرو دي أيزو يوجينول ولكل منهما فعل مضاد للميكروبات. وفي السنوات الأخيرة تم فصل سلسلة من الليغنان Lignans والنيو ليغنان Neolignans من لوزة جوز الطيب.
أما مكونات جوزة الطيب فتحتوي على 5-15% زيت طيار وَ 30-40% دهن وفيتوستيرين، ونشاء وامايلودكسترين ومواد ملونة. ويحتوي الدهن على الأحماض ليوريك Lauric ، وميرستيك Myristic وبنتا ديكانويك Pentadecanoic وبالمتيك Palmatic وهتا ديكانويك Heptadecanoic وستياريك Stearic وأوليك Oleic . كما تحتوي الجوزة على ستيرولات مثل بيتا سيتوسيترول وكامبيستيرول. أما بالنسبة للزيت الطيار فيحتوي على تربينات هيدروكربونية أحادية بنسبة 80% أهمها سابنين بنسبة 39%، وألفا باينين بنسبة 13% وبيتا باينين 9% كما يحتوي الزيت الطيار على تربينات كحولية أحادية بنسبة 5% وأهم مركباتها 1.8 سينول بنسبة 3.5% كما يحتوي على مشتقات الفينايل بروبين بنسبة تتراوح ما بين 10-18% وتشمل مركب المريستيسين Myristicin بنسبة 2-5% وهو المركب الذي يعزى إليه التأثير المهلوس لجوزة الطيب، ومركب إيليميسين Elemicin بنسبة 1-2.5% ويحتوي أيضاً على مركب اليوجينول وكذلك سافرول بنسبة ضئيلة.
الاستعمالات الطبية:
يستعمل الزيت العطري لجوزة الطيب أربع قطرات مع ملء ملعقة زيت زيتون كمنبه للمعدة والأمعاء ويزيد الشهية ويخفف الغثيان والاقياء والإسهال وهو علاج لكثير من المشكلات الهضمية وبخاصة التهاب المعدة والأمعاء. يستخدم الصينيون مسحوق أو مبشور جوزة الطيب كعلاج للإسهال بوجه خاص حيث يساعد على تدفئة الأمعاء وامساكها ويخفف آلام البطن وتمدده الناتج عن البرد.
كما تستخدم جوزة الطيب مقوية للباءة ويزيد القوة الجنسية. يستخدم زبدة جوزة الطيب لعلاج الروماتزم دهاناً وتحث تدفق الدم إلى المناطق التي لا تصل إليها الدم بكمية كافية. كما تستخدم لبخة من مسحوق جوزة الطيب مع الماء علاجاً للأكزيما والسعفة.
تستخدم جوزة الطيب كتابل يضاف إلى القهوة العربية والمأكولات بمختلف أنواعها وتعتبر من التوابل المشهورة في الشرق.
الجرعات الآمنة من جوزة الطيب:
يوجد عدة مستحضرات من جوزة الطيب هي زيت جوزة الطيب، خلاصات، مساحيق وشراب وزبدة والجرعات اليومية هي: المغلي أو المنقوع من جوزة الطيب هي 1 جرام لكل 100 ملي ماء يؤخذ منها 50 إلى 200 ملي يومياً. أما بالنسبة للخلاصة المائية فتستخدم مرة إلى مرتين يومياً وبالنسبة للزيت يستخدم قطرة إلى 3 قطرات مرتين إلى 3 مرات يومياً وبالنسبة للمسحوق يستخدم ما بين، 3 – 1 جرام ثلاث مرات يومياً ويجب عدم زيادتها. شراب جوزة الطيب فيؤخذ ما بين 10-40 ملي يومياً. وبالنسبة للصبغة فتؤخذ 2 إلى 10 ملي يومياً.
ملاحظة هامة:
حبتان من جوزة الطيب تسبب الهلوسة وإذا لم يسعف الشخص فإنه يموت خلال عدة ساعات وعلامات التسمم بجوزة الطيب هي العطش الشديد احمرار وتورم الوجه وهلوسة شديدة ودوخة ولعلاج التسمم تفرغ المعدة عن طريق تفرغة المعدة وذلك بطريق الغسل بمحلول برمجات البوتاسيوم وكبريتات الصوديوم وإعطاء المصاب فحم نشط ثم يتبع بحقن المصاب وريدياً بمادة الديازيبام المهدئة، وتعالج حموضة الدم الناتجة من التسمم بمحلول بيكربونات الصوديوم. يجب التأكد من أن الكلى تعمل بشكل جيد ويجب إعطاء المصاب أوكسجين إذا دعت الحاجة.
ذكرنا أن جوزة الطيب تحتوي على سافرول ومن المعروف أن السافرول كمركب مفصول وبجرعات عالية يسبب التسرطن ولكن استخدام مستحضرات جوزة الطيب تحتوي على كمية ضئيلة جداً من السافرول ولا تؤثر ولا تحدث التسرطن على الإطلاق فهي آمنة جداً بالجرعات المنصوص عليها وحتى لو استخدم الشخص الجرعة المميتة وهي تناول حبتين فإن كمية مركب السافرول فيها لا يؤدي إلى التسرطن على الإطلاق والتسمم الذي يحصل هو نتيجة لمركب الميرمتيستسين Myristicin وليس للسافرول.