أصبح الإنسان المعاصر للأسف الشديد ضحية تناول الأدوية والحبوب الطبية الكيميائية، حيث ترك تقرير أمر صحته للأطباء. ورغم أن الطب الحديث قد حقق انتصارات باهرة في مجالات الأدوية والعمليات الجراحية والأجهزة الطبية إلا ان مدرسة التداوي بالأعشاب والعلاج الطبيعي ما زالت قائمة، تعالج كثيراً من الأمراض بالنباتات والأعشاب والفواكه والمياه المعدنية الجوفية وغيرها.
نحو ثلاثة أرباع الاضطرابات الصحية (مثل: الصداع والتهابات المعدة والإمساك والاضطرابات العصبية وغيرها) يمكن تشخيصها، فهي لا تحتاج إلى فحص طبي. ففي مثل هذه الحالات الخفيفة يمكن الاعتماد على النفس ومساعدة الذات. تعني المساعدة الذاتية قيامك شخصيا بالاحتياطات والامتناع عن تعاطي وتناول ما يضر جسمك. وعليك أن تحسن التعامل مع جسمك بوعي تام، مثلا تخلد إلى الراحة وتقوم بالنزهة في الهواء الطلق وغيرها.
المساعدة الذاتية الفعالة والمنتظمة تعني الشفاء من الأمراض، الذي لم يتمتع به المريض أبداً أثناء تناوله وابتلاعه للأدوية الكيميائية. ان الاعتقاد بتأثير صفات العلاج الطبيعي يعجل بوضوح عملية الشفاء. الخل الذي نستعمله يعيش عصر النهضة بسبب مواده الحيوية النافعة. فمنذ القدم عرفت ثقافات الشعوب قدر قوى الشفاء والعلاج للخل.
إن خل التفاح ليس دواءً فحسب، بل علاجاً للشفاء الطبيعي إذا أحسن استعماله بكميات معقولة وفقاً للوصفات الطبية. والعلاج بخل التفاح الطبيعي يتطلب وقتا، إذن كن صبوراً إذا لم تلاحظ التأثير المرجو، لأنك اخترت طباً وعلاجاً لطيفاً هادئاً.
أنواع كثيرة
توجد أنواع كثيرة من الخل، وهي تسمى حسب مادتها الأصلية (خل التفاح، خل التمر، خل العنب.. إلى آخره) أو حسب المواد المضافة إلى الخل (مثل خل الشبنت). وفي الواقع، يستطيع المرء أن يصنع الخل من جميع أنواع الفواكه والخضروات والحبوب.
عناصر مفيدة
لأن أكثر الناس المهتمين بصحتهم يريدون تناول المواد الحيوية الضرورية المتوفرة في خل التفاح الطبيعي الذي يحتوي على قيمة الفيتامينات الخارقة وعلى الحوامض الأمينية التي تساعد في تكوين وبناء بروتينات الجسم، ومن دونها لا يمكن العيش. ومن المواد المعدنية الضرورية للحياة والبالغ عددها 15، فإن خل التفاح لوحده يحتوي على 12 منها (البوتاسيوم، المغنيسيوم، الصوديوم، الفوسفور، الكبريت، الحديد، النحاس، الزنك، سلين، الفلور والكلور) إضافة إلى ذلك فإنه يحتوي على مواد حيوية فعالة مثل البيتا كاروتين والأنزيمات والحوامض مثل حامض الخليك وحامض اللبنيك وحامض الليمون وبكتين التفاح. وقد تم في الوقت ذاته كشف حوالي مئة مادة في خل التفاح بالتجارب المختبرية. تختلف الآراء حوله، ولكن بسبب مواده الحيوية العديدة فإن خل التفاح الطبيعي الذي يصنع بطريقة بيولوجية من التفاح الطبيعي، فهو وقائي وداعم للعلاج تقريبا ضد لأوجاع والأمراض، ولذلك يمكن اعتباره العلاج الشافي لكل الأمراض.
الفيتامينات
التفاح مادة الحياة الخارقة كالخميرة والملفوف (الكرنب واللهانة) والطحالب (حشيشة الماء) وبذور القمح. هذه المواد تحتوي على مواد معدنية أمينية وحوامض أمينية التي تشارك في عمليات الحياة. وهي تملك قيمة عالية من الفيتامينات وخصوصا فيتامينات مجموعة «ب» الضرورية لنظام الأعصاب وفي عملية هضم المواد الدهنية. B – Gruppe. ندرج في أدناه قائمة لأهم الفيتامينات التي يحتويها خل التفاح مع ذكر صفاتها وتأثيراتها، لكي يطلع القارئ الكريم على أهمية تناول خل التفاح بصورة منتظمة دائمة من أجل الوقاية أو دعم العلاج والتأثير إيجابيا في أجسامنا.
فيتامين «أ»: وهو ضروري لبناء ونمو الشعر والجلد والأغشية المخاطية والحفاظ عليها، وهو ينظم الإفراز الجلدي ونقصه يسبب تقرن الجلد، وهو مانع للالتهابات ويؤثر على النمو وقوة البصر.
مادة بيتا كاروتين: مادة رائدة مرحلة قبل فيتامين «أ» تتحول إلى فيتامين «أ» في الكبد. ان بيتا كاروتين ضد التأكسد أي أنها تحارب الشوارد الحرة المطلقة القاتلة للخلية والمسببة لداء السرطان. ومادة البيتا كاروتين تقوي على العموم نظام مناعة الجسم وتحفظ الأغشية المخاطية من مسبّبي الأمراض. ومن خلال معادلة الجزئيات الحرة تمنع هذه المادة تصلب الشرايين. وهي مسؤولة أيضاً عن البناء وتجديد الجلد (بشرة الجلد) وتحفظه من أضرار الضوء وأشعة الشمس وتدعم اسمرار الجلد. إن هضم مادة البيتا كاروتين الموجودة في خل التفاح أسهل من الموجودة في المواد الغذائية الأخرى. ومادة البيتا كاروتين موجودة في الملفوف والبرتقال والجزر.
فيتامين «ب1»: وهو مسؤول عن تحويل الكربوهيدرات ويطلق عليه بثيامين ونقصه يسبب التهاب المفاصل وآلاما في الأعصاب. له دور عظيم في الشفاء من مرض البري بري المسمى بمرض الهزال الرزي. إن هذا الفيتامين ضروري في حالات التعب الجسدي والأمراض المعدية وأثناء الحمل والرضاعة، وأنه يؤثر على التحول الغذائي للسكر مما يتطلب زيادة استهلاكه عند تناول الحلويات والكحول بكثرة، حيث تظهر علامات الصداع وعدم الشهية إلى الطعام وجفاف بشرة الجلد وتقشرها وكذلك انشقاق في زاوية الفم.
و لهذا الفيتامين أهمية عظيمة في توازن الجهاز العصبي. و يوصف فيتامين «ب1» لمعالجة الآلام العصبية، وضعف الحركة والتعب والشلل والتهاب الأعصاب وعرق النسا. كما ينصح به للمصابين بمرض السكري، وهو ينمي الذاكرة وينشط القابليات العقلية.
يوجد فيتامين «ب1» في قشور البقول والحبوب وفي الخضار والفواكه وفي بعض أعضاء الحيوانات كالكبد والقلب والكليتين والعضلات، وهو موجود أيضا في الحليب والبيض. ولما كان هذا الفيتامين يذوب في الماء، ننصح عدم إهمال مياه السلق. وعلى ربة المنزل استعمالها حساء أو الاحتفاظ بها في قدر الطعام.
فيتامين «ب2»: ويسمى ريبوفلافين أو لاكتوفلافين وهو ضروري لتحلل وتفكك المواد الدهنية والزلالية وبذلك فإنه يدعم الكبد ويمنع اضطرابات تحول الغذاء إلى طاقة.
وقد لوحظ أن حيوية الخلايا تزداد إذا ازدادت نسبة الريبوفلافين، لذلك أطلق على هذا الفيتامين بفيتامين الشباب والحيوية، إضافة إلى ذلك فإنه يدعم تكوين الكريات الحمر في الدم ويشجع على النمو. إن نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى جفاف وتقشر والتهاب الجلد وضعف البصر.
يوجد هذا الفيتامين بكميات كبيرة في الحليب والكبد والبيض والسمك، ونجده في الخس والقمح والسبانخ والجزر والموز والخوخ واللفت والطماطم وفي أوراق الفجل.
فيتامين «ب 6»: يسمى بيرودوكسين، وهو يلعب دوراً مهماً في عملية تبادل الزلال. إن تناول الغذاء الغني بالزلال يزيد من احتياج فيتامبن «ب6» نسبيا. وأن نقصانه يؤدي إلى دوخة وحالة الاستياء، وفقدان الشهية، والتهابات الجلد والأغشية المخاطية واحمرار وتقرن الجلد. ونقصانه أيضاً يسبب آلاما في أصابع اليدين والقدمين، وهو يمتلك قدرة وقائية ضد تصلب الشرايين، وذلك بإضعافه للكوليسترول وللمواد الدهنية في الدم، كما يلعب دورا مهما في محاربة بعض الأمراض الجلدية (حب الشباب) وتقلص العضلات.
فيتامين «سي»: يسمى حامض الأسكوربك أو الفيتامين المضاد لداء الحفر. يحصل الجسم عليه من الغذاء، وهو موجود في البطاطس والتفاح على الأغلب، لذلك يستحسن صنع خل التفاح من التفاح الطازج الطبيعي.
وهذا الفيتامين أشهر أنواع الفيتامينات وأكثرها أهمية في تقوية مناعة الجسم. فهو وقائي ضد الالتهابات، ويؤثر في عمليتي الشفاء والتئام الجروح ومكافحة التعب، كما انه ينشط الدورة الدموية ويمهد استلام المواد المكونة للدم كالحديد وحامض الفوليك، وهو كذلك يدعم تكوين المادة البروتينية كولاجين في العظام، ويساعد على اتحاد الكالسيوم .
يكثر استهلاك هذا الفيتامين أثناء الحميات والحمل والإرضاع وتقدم السن. نحن بحاجة إليه خاصة في حالات التعب والنمو والشيخوخة، فهو يلعب دورا مهما في مقاومة البرد والالتهابات وفي أمراض الروماتيزم وفي أعراض الحساسية وفي فقر الدم.
يوجد هذا الفيتامين بكثرة في الفواكه الحمضية كالليمون والبرتقال، وفي التوت، والتوت الشامي، والرمان، والموز والطماطم والملفوف والسبانخ والبقدونس والكراث واللفت والجرجير.س
فيتامين «إي»: يطلق عليه فيتامين الإخصاب، وهو يؤثر على وظائف تبادل المواد في الجسم، وبذلك يقلل من حالات الإجهاد والتعب. كما يساعد على تجديد الخلايا ويحافظ على جدران الخلايا في الكبد والأعصاب وعضلات القلب. وهو يقوم بتنشيط الدورة الدموية وتدفق الدم، ويزيد من قوة شد ومرونة الجلد.
يفيد هذا الفيتامين ويساعد على نمو الأجنة ويمنع الإجهاض كما يقوي (الجنس) ويقوي القلب والأوعية الدموية. ويوصف بصورة خاصة لزيادة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال لتقويتها. يوجد هذا الفيتامين في القمح وزيت فستق العبيد وزيت الذرة والقطن وزيت فول الصويا وزيت الزيتون، كما يوجد في الملفوف والسبانخ والبقدونس والجوز والخس البازلاء والهليون وبنسبة أقل في الكبد وصفار البيض.
المواد المعدنية الحيوية الموجودة في خل التفاح:
تساهم المواد المعدنية في وظائف الجسم الكثيرة، فمن المواد المعدنية الحيوية الخمس عشرة تجد منها 13 مادة في خل التفاح، وهي:
الكالسيوم: مادة معدنية مهمة في الجسم. يشكل الكالسيوم نسبة %90 من كمية العظام، وهو يؤثر على تخثر الدم وإثارة الأعصاب والعضلات. ويلعب فيتامين دي دوراً مهما عند تناول الكالسيوم. إن نقص الكالسيوم يؤدي إلى استهلاك الكالسيوم الاحتياطي المخزون في الجسم، مما يؤدي إلى إزالة كلس جهاز الهيكل العظمي «ضمور العظم».
المغنيزيوم: لا يمكن الاستغناء عنه في بناء العظام وتكوين الخلايا، وإضافة إلى ذلك فإنه يشترك في استفزاز وإثارة الأعصاب والعضلات. يسند المغنيزيوم عملية ا يقارب 300 إنزيم وينشط عملية تبادل مواد الكربوهيدرات والزلال. علامات نقصان المغنيزيوم هي تشنج وتشنج الحماة (عضلة بطن الساق المتهيجة) الرخوة.
الصوديوم: ينظم الصوديوم الضغط الأيوني لسائل الخلية والتوازن بين الحوامض والقواعد للجسم. يوجد الصوديوم في حالة ملح الطعام بكثرة في أجسام الناس ويتحد مع السوائل. ينشط الصوديوم بعض الإنزيمات ويؤثر على عملية تبادل المواد في الجسم. وإضافة إلى ذلك فإن الصوديوم يؤثر في الحالات الانفعالية (الهيجان) وكذلك في انقباض العضلات.
الكلور: يتحد الكلور غالبا مع الصوديوم، مكونا كلوريد الصوديوم، ملح الطعام المألوف. يهتم الكلور بمرونة وقوة شد الأنسجة وهو عنصر من حامض المعدة.
البوتاسيوم: يوجد البوتاسيوم في التفاح. وهو متوفر بكثرة في خل التفاح ويلعب دورا مثل دور الصوديوم ـ ينظم الضغط الأيوني في الخلايا ويحافظ على التوازن بين الحوامض والقواعد في الجسم. وهو عامل مساعد للأنزيمات، إلا أن البوتاسيوم يختلف عن الصوديوم لأنه يقوم بتجفيف الخلايا وهو يساعد في حالة التسمم. كما ان البوتاسيوم يؤثر في وظائف القلب ويسبب هبوط ضغط الدم ويقوي الأعصاب. أما نقص البوتاسيوم فإنه يؤدي إلى ضعف العضلات.
الفوسفور: يلعب الفسفور أدواراً متنوعة في الجسم، فهو يقوم بتحويل الغذاء إلى طاقة وكذلك فهو ضروري لزيادة الخلايا (خلايا الأنسجة وخلايا الدماغ)، وإضافة إلى ذلك فإنه يشارك في بناء العظام وتكوين الهيموغلوبين كما انه ينظم وظيفة الغدة المحاذية للغدة الدرقية.
الحديد: يساهم في تكوين الهيموغلوبين وان نسبة % 70 من الحديد الموجود في الجسم متوفر في مادة صانعة لون الدم. إن استلام الحديد يكون باتحاده مع فيتامين سي وحامض المعدة. ونقصان الحديد يؤدي إلى ضعف عام وفقر الدم وجفاف واصفرار الجلد (البشرة) وتكسر الأظفار (الأظافر).
اليود: يوجد اليود بنسبة 30 إلى %40 في الغدة الدرقية، فهو ينظم الوظائف الجسدية والفكرية كتبادل المواد وبيت توازن الطاقة وأيضا وزن الجسم. ونقصانه يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية.
الكبريت: يشارك الكبريت مشاركة عظيمة في بناء ونمو الجلد والشعر والأنسجة. يرجع سبب بعض الأمراض الجلدية إلى نقصان الكبريت في الجسم. ينشط الكبريت وظائف الكبد والمرارة.
السليكون: ضروري لمطاطية ومرونة الشرايين ولقوة شد الأنسجة، على الرغم من أنه يؤثر في جعل البشرة ملساء. وعلاوة على ذلك فإنه مشجع لتجانس الكالسيوم الموجود في المواد الغذائية.
النحاس: ينظم النحاس وظيفة الدم ويشارك في تكوين الهيموغلوبين، وهو يساهم أيضا في تكوين المواد المضادة للبكتريا في الجسم، كما انه يمهد استلام الحديد في الجسم.
الزنك: يمنع حدوث الالتهابات ويعجل في شفاء الجروح والتئامها. والزنك ضروري لاستلام فيتامين أ وفيتامين ب 12، وهو أيضاً ضروري لإنتاج وعمل الأنسولين في غدة البنكرياس.
سيلين: وهذه المادة تدعم فيتامين أ وتمنع ظهور الشيخوخة مبكرا وتدعم تكوين الدم. ومن خلال التجارب الأخيرة التي أجريت على الحيوانات فإن هذه المادة سيلين تحمل نفس صفات فيتامين «إي» معنى ذلك أنها تحارب الخلايا الراديكالية في الجسم. وإضافة إلى المواد المعدنية أعلاه فإن خل التفاح يحتوي على مادة روتين الموجودة تحت قشرة التفاح وظيفتها مقاومة البكتريا والأكسدة. إن الخل والليمون حامض وحامض اللبنيك مهمة لتكوين ماء ودهن الجلد. كما يحتوي الخل على عدة حوامض أمينية وبعضها يحتوي على الكبريت الذي يدعم فيتامين «أ»، كما يحتوي خل التفاح على إنزيمات.
البكتين: إن البكتين ليست المادة التي تمتص السموم من جدران الأمعاء فحسب، بل إنها تخفض نسبة الكوليسترول وتصعد قابلية سيلان الدم .