السمنة والبدانة أو زيادة الوزن تعددت وتنوعت في العقود الأخيرة حيث كثرت الأبحاث والدراسات العلمية حولها وطرق علاجها والحد منها وازدادت المراكز والمشافي وفتحت المطاعم الخاصة للأغذية والتي تساعد على تخفيف الوزن .
وروجت الصيدليات وصالات التجميل لأعشاب وخلطات وهمية بيعت بمبالغ خيالية فاقت الأدوية الكلاسيكية الصيدلانية المعروفة وقد ساعدت الإعلانات الدعائية في الجرائد والمجلات والقنوات التلفزيونية الفضائية لهذه المستحضرات المزيفة والمغشوشة والتي فاقمت مخاطر السمنة وزيادة الوزن والبدانة حيث أن هذه المستحضرات للتخسيس ليست كما يدعي مصنعوها أنها مركبات وخلطات عشبية آمنة حضرت من مجموعة من الأعشاب تحت إشراف صناعي عالي الجودة وعلبت وغلفت بمغلفات حديثة وعصرية تنافس الأدوية الصيدلانية الأمريكية والأوروبية ولكن الأجهزة العلمية الحديثة الفائقة الدقة كشفت زيف وخداع وغش مصنعي ومحضري مستحضرات الرجيم التي تلوثت بمختلف الملوثات الضارة والمسمومة والتي أصبحت تدخل في مفهوم الرجيم ويشاع حولها الكثير من الأفكار والمفاهيم ويأتي على رأسها العديد من الخلطات العشبية ومستخلصاتها ولها مفعول سريع لإعادة رشاقة الجسم وحيويته وهذه الإعلانات التي ضللت الجنسين من الذكور والإناث جعلتهم يلهثون وراء الخدع الكاذبة والتي ينتج عنها ارتفاع أو انخفاض سكر الدم وهبوط في الدورة الدموية واضطرابات في وظائف الكلى ويصاحبها الإسهال الشديد ويتبعه فقدان الأغشية المخاطية المبطنة للأمعاء وينتج عنها نزيف دموي من الأمعاء وجفاف عام للجسم، كل هذا ينتج عن أدوية التخسيس والتي يروج لها محلات العطارة وصالات التجميل أو مراكز الرشاقة أو الصيدليات المشبوهة وذلك بعيداً عن نظر الأطباء المختصين والمستشفيات والمراكز المختصة.
ومن مركبات التخسيس المزيفة والتي يدعي مروجوها أنها أعشاب خالصة هي الكبسولات الحمراء وبتحليلها واختبارها بالأجهزة الحديثة وجد أنها تحتوي مركب السيبوترامين Sibutramine كمركب كيماوي أساسي وليس ما يدعيه صانعو هذه الكبسولات أنها أعشاب وتحتوي كذلك الكريسوفينول وهو احد الأعشاب المسهلة القوية والتي يؤدي الاستمرار على تناولها لفترة طويلة إلى فقدان الأغشية المخاطية للأمعاء ويسبب الإسهال المستمر الذي يؤدي إلى نزيف دموي من الأمعاء الداخلية وجفاف عام للجسم.
وهناك مركب صيدلاني معروف وبياع في الصيدليات تحت وهو حبوب تؤخذ عن طريق الفم لتنظيم السمنة الزائدة وتشمل فقدان الوزن وتنظيم وتخفيف الوزن يصنع في ألمانيا ومسموح تداوله وفي أمريكا سمحت FDA الأمريكية ببيعه تحت اسم ميريديا وهو يؤثر مركزياً وينظم مركز الشهية في المخ حيث يقلل الشهية والجوع ويؤخذ 10 – 15 ملجم يومياً تحت إشراف طبي وله تأثيرات جانبية ضارة مثل جفاف الفم والإمساك والصداع والعصيبة وقلة النوم ويمكن حدوث حساسية أو آلام في المعدة وارتفاع الضغط، ويجب عدم أخذه مع أدوية تخفيض الوزن الأخرى إلا تحت إشراف طبي وهذا ما نحذر منه أن مستحضرات الرجيم المزيفة تحتوي أدوية كيماوية غير مصرح بها على العبوات ولم تذكر من ضمن المكونات على البطاقة أو على Labeled مما يزيد خطورتها وخاصة أن تركيز الأدوية الكيماوية غير معروف كذلك فإن الكريسوفينول الموجود في مستحضرات الرجيم أو مستحضرات النحافة يرجع إلى المركبات الفعالة مثل الأنثراكينون والتي تسبب الإسهال وهذا يؤدي إلى فقدان الماء والذي يتبعه فقدان الوزن ويتبعه فقدان الأملاح النافعة والمهمة للعمليات الحيوية داخل جسم الإنسان وعادة هذه المستحضرات المجهولة تصنع في بلدان مختلفة ليس لها هوية ولم تأخذ تصريحا من وزارة الصحة لتداولها في السوق السعودي وعليها ادعاءات طبية غير مثبتة ولم يتحقق منها وقد تكون ملوثة بالرصاص أو الزرنيخ أو بكليهما معاً وبنسب وتراكيز مرتفعة ولها تأثيرات خطيرة على مستخدميها وخاصة المرأة الحامل أو المرضع، وقد تكون ملوثة ببكتيريا ممرضة وقد تسبب التسمم الدموي.
كبسولات حمراء
كبسولات حمراء برتقالية – بيضاء اللون مغلفة في رقاقة (ورقة) الألمونيوم الفضية وكتب على المغلف أنها أعشاب مائة في المائة 100% وبتحليل هذه الأعشاب بالأجهزة الحديثة وجد أنها تحوي مركبا كيماويا سيبوترامين Sibutramine وهو العنصر الأساسي في الكبسولة ولم يذكر على البطاقة (أو اللاصقة) وهذه الكبسولة وجد أنها ملوثة بتركيز عال من الرصاص 1.260 جزء من المليون.
كبسولات عشبية من منتجات وكتب على الورقة المرفقة حضرت وأعدت بواسطة التكنولوجيا الحديثة وهي كبسولات سبع أعشاب منحفة من خلاصة التوت وأعشاب خضراء نمت من نباتات خاصة صينية والتي استخدمت من آلاف السنين وحصلت هذه الأعشاب على الشهادة الوطنية القياسية وهي آمنة وخالية من المواد الضارة وتتكون من أوراق التوت وخلاصة بذور الأكاسيا وأعشاب أخرى وكتب على الورقة تاريخ الإنتاج وتاريخ الانتهاء وانها تؤخذ للأعمار من 16 إلى 65 سنة ولا يعطى للحوامل والأشخاص الذين عندهم مشاكل في الأوعية الدموية وهذا المنتج صنع في لبنان هذا ما كتب على الورقة المرفقة ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً وكل ما كتب هو تزييف للحقائق فالكبسولات لا تحوي أعشاب أبداً وأنها تحوي فقط مركبا كيماويا واحدا معروفا هو سيبوترامين Sibutramine بالرغم أن العلبة والتغليف غاية في الإخراج والتفنن والسؤال أين وزارة الصحة والهيئات العلمية عن هذا الغش الظاهر والذي قد يصدق فيها أعشاب وخلطات الرجيم أرباحها كثيرة وأضرارها خطيرة فالغالب على هذه الأعشاب أنها مواد كيماوية مصنعة ولا تحتوي أي أعشاب وتباع بأثمان باهظة.