كثيرون من الناس يتبعون أسلوب الريجيم القاسي أو ما يسمى ” بالانتحار الغذائي ” سواء باستخدام الأدوية والمراهم والكريمات والأجهزة أو بخفض كميات السعرات الحرارية “الطاقة ” المطلوبة لاستمرار الحياة اليومية إلى معدلات قليلة جدا آملين تخفيف وانقاص بعض من الدهون والشحوم حول أجسامهم دون اللجوء لخبراء التغذية والإرشادات والنصائح الطبية لتوجيههم إلى البرامج الخاصة والمناسبة لأنماطهم الجسمية والنفسية وكمية الدهون والشحوم المتراكمة في أجسامهم حسب التحاليل والاختبارات الطبية والتي تتفق والعوامل البيئية والبيولوجية والوراثية للإنسان .
وفى الحقيقة مثل هؤلاء يعرضون حياتهم إلى الانتحار البطيء لما يسببه الريجيم القاسي من فقدان كبير للوزن وفى فترة زمنية قصيرة جدا حيث تتم عملية الهدم والإتلاف في خلايا الدم والأنسجة المحاطة بالأجهزة الداخلية الحيوية في الجسم, ومن أهم النتائج السلبية في أتباع الريجيم القاسي والذى يمارس دون مراعات الأسس الصحية للتغذية الصحية المتوازنة هي :
1 انقاس الوزن بسرعة يسبب مضاعفات سيئة تصيب الجسم بنتيجة سوء التغذية مثل الضعف العام والتعب والإرهاق والاكتئاب والإعياء والدوخة والحمول والكسل وأمراض أخرى تسبب في تقليل من كفاءة الأجهزة الداخلية كالكبد والبنكرياس والقلب والمعدة والأمعاء والمبايض والرحم عند المرأة .
2 – سوء التغذية وأتباع أسلوب الريجيم القاسي يؤدى لنقص في معظم العناصر في الغذاء الصحي وخاصة مركبات الفيتامينات والمعادن والأملاح مما يتسبب في أعراض كثيرة كسقوط الشعر وجفاف الجلد والتهابات الأغشية وضمور العضلات وتقليل كفاءة الأجهزة الحيوية الداخلية وأخلال التوازن في خلايا الصفات الوراثية.
3- فترة الريجيم القاسي محدودة مهما بلغت ذروتها وما إن انتهت هذه الفترة بانقاص عدة كيلوجرامات من الشحوم والدهون الزائدة حتى يبدا الجسم بتعويض ما فقدة أثر وجبة غذائية شهية وغنية بالمواد الغذائية الدسمة أو عند تغير العادات السلوكية الغذائية اليومية .
وهذه بعض أنواع الريجيم القاسي :
1- الريجيم المائي …..يعتمد الإنسان بتناول كميات كبيرة من الماء فقط طوال اليوم وبذلك يتحقق تخفيف الوزن بسرعة فائقة ولكن لهذا الأسلوب آثار سلبية وعكسية على العضلات والأجهزة الداخلية مثل القلب والكلى والدم والكبد والبنكرياس , وما إن يتوقف الإنسان ليومين عن ممارسة هذا الأسلوب من الريجيم حتى يبدأ الجسم تعويض ما فقدة من السوائل أو الوزن .
2- الريجيم الوجبة الواحدة….يعتمد الإنسان بتناول الوجبة الواحدة في اليوم ودون مراعاة الكمية والنوعية المناسبة من الأغذية المتناولة وفية يتم تحقيق بطئ إما بنقصان أو بزيادة في الوزن ,ومن النتائج السلبية لهذا الأسلوب التعب والإجهاد والضعف العام في الصحة العامة وعدم قدرة الإنسان على أداء متطلبات الحياة اليومية .
3- الريجيم الجاف…..يعتمد الإنسان على الأغذية الجافة وعدم تناول السوائل والماء ,لذا يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء و السوائل الضرورية للجسم دون التأثير على المخزون الدهني والشحمي في الجسم, ومن الأثار السلبية لهذا الأسلوب جفاف الجسم وإرهاق الجهاز الهضمي والبولي والكليتين ورفع مستوى الدهون والكوليسترول في الجسم وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين والكبد والسكرى والأمراض النفسية والانفعالات العصبية .
4- الريجيم بتقليل الطاقة الحرارية…..يعتمد الإنسان على كميات اقل من احتياجاته اليومية من الطاقة الحرارية ” السعرات الحرارية” اللازمة لاستمرار الحياة اليومية بخفض هذه الكميات إلى معدلات قليلة جدا بحيث تصل أحيانا ما بين (650-850) سعر حرارى في اليوم , وهذا النوع من الريجيم له الأثر في التخلص من المواد الدهنية والأنسجة الشحمية بسرعة كبيرة وبالتالي يفقد الإنسان من خلاله الأجسام الرقيقة والأنسجة والأغشية المحيطة بالعظام والعضلات والأجهزة الحيوية الداخلية التي تحتاجها للمحافظة عليها من الصدمات الخارجية والأمراض أثناء عملها وأداء وظائفها اليومية .
5- الريجيم الشاذ….. يعتمد الإنسان في هذا النوع من الريجيم على نوع واحد من الغذاء أو الطعام طوال فترة الريجيم مثل كالموز أو البرتقال أو التفاح أو الجزر أو الخس أو سلطة في الوجبات الغذائية اليومية ,وبذلك يتمكن الجسم التخلص من الوزن الزائد وبكميات كبيرة وفى أيام قليلة ,ولهذا الأسلوب آثار صحية سيئة جدا على الإنسان مثل فقدان الشهية للأكل والتوتر والاضطرابات النفسية والجسمية والهضمية والعصبية نتيجة حرمان الجسم من المكونات الأساسية للتغذية الصحية اللازمة للجسم واحتمال الإصابة بارتخاء الأمعاء والتعرض لأمراض نقص وسوء التغذية وتدهور الجهاز الهضمي والعصبي.
6- الريجيم بتناول الأدوية والعقاقير…..يعتمد الإنسان في هذه الطريقة على تناول العقاقير والأدوية المركبة والتي لها تأثير مباشر على جميع أجهزة الجسم الداخلية ,فمثلا خلاصات الغدد الدرقية ومدرات البول والعرق ومثبطات الشهية لها مفعولها في تخفيف الوزن بالتخلص من السوائل في الجسم ولكن إلى متى يمكن للإنسان الاعتماد على هذه الطريقة ولفترات طويلة, وحتى وان افترضنا أن توقف الإنسان عن تناول هذه الأدوية والعقاقير بعد الحصول على نتائج إيجابية والتخلص من الوزن الزائد نجد أن الجسم بدأ مرة أخرى بتعويض ما فقدة خلال فترة الريجيم من السوائل بسرعة كبيرة جدا, وبجانب ذلك فان لهذه الأدوية والعقاقير تأثيرا سلبيا وضارا وجدا على صحة وسلامة الجسم والعقل واحتمال الإصابة بالسكرى وفقر الدم وتشنج العضلات وهبوط القلب والكلى والاضطراب الهرموني والإخلال في خلايا الصفات الوراثية.
7- الريجيم بتناول المواد البروتينية……يعتمد الإنسان في هذه الطريقة على الإفراط بتناول المواد الغذائية البروتينية كاللحوم والأسماك والبيض والتي تحتاج إلى طاقة حرارية عالية في هضمها معتمدا على عمل ووظائف الكليتين والكبد الإضافية في التعامل للتمثيل الغذائي للبروتينات داخل الجسم مما ينتج عن ذلك انقاص الوزن بدرجة منخفضة , ومن أهم أضرار هذه الطريقة الإصابة بمرض الملوك ( النقرس ) وهبوط في كفاءة ووظائف الكبد والكلى وخاصة عند المتقدمين بالعمر .
8- الريجيم بتناول المواد الدهنية …..يعتمد الإنسان في هذه الطريقة بالإفراط في تناول الأغذية الدهنية والشحوم كالزبدة والقشدة والكريمة مما يسبب تعطيل عملية الهضم وإبطاء الحركة الهضمية وإحداث إسهال وعدم قدرة القناة الهضمية الاستفادة من المواد الغذائية مما ينتج عن ذلك نقصان الوزن والإصابة بالتحلل الكيميائي نتيجة حرق المواد الدهنية وكذلك الإصابة بأمراض نقص التغذية وفقر الدم وضعف كفاءة الأنسجة والأجهزة الحيوية الداخلية لوظائفها وتراكم الفضلات داخل الجسم وضعف وارتخاء عضلات المعدة والأمعاء.
9- الريجيم باستخدام الساونا وحمامات البخار….. من أهم المعتقدات الخاطئة استخدام الساونا والبخار والتدليك كأسلوب للتخلص من الدهون والسمنة والوزن الزائد حيث انخفاض الوزن نتيجة استخدام الساونا والبخار ظاهرة مؤقتة نتيجة فقدان الجسم للسوائل عن طريق الحرارة والتعرق الغزير , وسرعان ما يعوض الجسم لهذه السوائل ,وللتخلص من الدهون والسمنة يتطلب الطاقة الحركية والعضلية في أكسدتها أو إحراقها عن طريق مزاولة الرياضة البدنية .
10- الريجيم بالتوازن الغذائي والرياضي…….أفضل أنواع الريجيم……نعم نعم نعم للريجيم الغذائي والرياضي والذى يعتمد الإنسان فيه على التغذية الصحية المتوازنة ومزاولة الرياضة اليومية المعتدلة وتعديل سلوكه ونمط حياته وتجنب العادات السيئة كالخمول والكسل والتدخين والإفراط في الأغذية وبذلك يحقق النحافة والمحافظة على الوزن والوقاية من الأمراض باستمرار الحياة .
ا) التوازن الغذائي ..(.يعتمد الإنسان على الأغذية من حيث الكمية( السعرات الحرارية ) والنوعية ( العناصر الأساسية والإضافية للغذاء ) حسب احتياجات الجسم اليومية كالعمر والجنس والحجم والحالة الصحية واللياقة البدنية مع مراعات تناول الأغذية الطازجة من الخضروات والنباتات والفواكه والوجبات الغذائية بمواعيدها .
ب) التوازن الرياضي ..(.يعتمد الإنسان باختيار الرياضة المفضلة والمناسبة له والانتظام والاستمرار بها بحيث تؤدى بحركات وإيقاعات منتظمة ومستمرة وتعمل على رفع دقات القلب للإثارة الفسيولوجية وتؤدى (4-5) مرات أسبوعيا وكل مرة من (30_60) دقيقة أو اكثر .