باقة من الورد الملون والمعطر كفيلة بقول ما لم تقل الكلمات! لكن مزايا الوردة لا تقتصر فقط على جمال المظهر واللون، أو على رمز المشاعر أو متعة النظر والشم…!
أسطورة الوردة ” العاشقة” :
قبل أن نتسرع ونقطف وردة أو نبتاعها، فلنع بأنها لم تعد مجرد نبتة. من الواجب أن نكن لها بعض الاحترام، كون سمعتها عبرت حبقات التاريخ وهي تستحيل أجمل فأجمل. واليوم. أنفع فأنفع.
لطالما ربطت قصة الوردة ولدى سائر الحضارات بقصة الحب على جميع أشكاله ولدت الوردة في الصين و في بلاد الفرس، في الواقع يتنافس البلدان المذكوران على هذا الشرف، من ثم انتقلت إلى أوروبا وحوض المتوسط بعد مرورها في تركيا، حتى أن آلهة الحضارات القديمة هي من منح الوردة تسميتها وإذا بها تغزو القصور والحدائق الملكية في روما القديمة تحت هذه التسمية. الوردة نبتة شمسية وقد جسدت الإلهة افروديت لدى الإغريق والإلهة فينوس لدى الرومانيين. إنما ما لا نعلمه هو بأن ثمرتها والمعروفة بالسينورودونة اشتهرت لمزاياها المثيرة المنشطة إنما أيضاً لمزاياها العلاجية!
في بلاد الفرس وحيث ظهرت أولى حدائق الورود الملونة، شكلت الوردة رمزاً روحياً صوفياً إذ باتت تشير إلى الحب الإلهي وعليه، اعتبرها الشعب آنذاك وردة مقدسة سواء في الإسلام أو المسيحية. ارتدت الوردة معنى إيمانياً حتى أن شكلها ألهم بنائي الكاتدرائيات الكبرى فزينت نوافذ وزجاجات هذه الأخيرة كما نستطيع معاينتها حتى اليوم في غير بلد. بالمقابل، ومع ظهور الشعراء الجوالين عادت الوردة لتمثل شغف وحب العشاق. وقد بقي هذا المعنى حتى أيامنا هذه لغة الورود. فكل لون منها يشير إلى تعبير ما. الوردة الوردية أو الزهرية تدل على الحنان والرقة. البيضاء على حب خجول الصفراء على الغيرة، غيرة العشاق!
الوردة ” الطبيب” :
إضافة إلى الرموز الشاعرية والعاطفية، قد اكتشفت عدة شعوب وحضارات مزايا مخفية لدى وردتنا الأسطورة: مزايا طبية علاجية: ففي القرون الوسطى، تم استعمال نقاعة الورد أو شراب وردة دمشق والتي حملها الصليبيون معهم من بلاد الشرق، كدواء ملين للأمعاء ومسل لتصريف الرطوبة المُرّبة والرطوبة الصلبة كما وقد استعملت النقاعة المذكورة مراراً لمداواة الحمى. اليرقان وبغية إزالة انسداد الكبد.
سواء من خلال الاستحمام أو للتدليك يستعمل الزيت المستخرج من الوردة لمعالجة بعض الأعراض والاضطرابات النسائية كإزالة التشنجات والتوترات السابقة لدورة الحيض أو في حال لم يكن الحيض كافياً. من جهة أخرى، تملك الوردة قدرات مضادة لتكدس السموم في الجسم ومفعولا مهدئاً لاختلاجات النفس إذ تعيد منح الحيوية والنشاط وتخفف من الهياج العصبي.
ثمة نوع من الورود ألا وهو الوردة البرية أو زهرة النسرين فهو كفيل بمعالجة الاكتئاب النفسي الشديد. عبر محاربة ضعف الإرادة والاستسلام .
بحسب الخبراء: تتنوع الورود العلاجية على نوعين أساسيين:
النوع الأول هو وردة المعرب الباهتة:
تملك مزايا مهدئة وهي تساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل من جهة أخرى تتمتع بقدرات مسهلة. يستخرج من هذا النوع ما يعرف بماء الورد والذي يمكن استعماله في وصفات الطهو أو كغسول يدهن مباشرة على الوجه لتنشيط وتقوية الأدمة.
النوع الثاني هو وردة دمشق أو وردة بروفينس
والشهيرة حتى اليوم بمظهرها الجميل ما يجعلها محببة في الأسواق ولدى بائعي الأزهار من الممكن استعمال نقاعتها لغسل العين والتخفيف من الالتهابات. يمكن أيضاً تبليل ضمادة ووضعها على الجفنين التعبين أو المتورمين.
ثمرة الوردة ثروة من الفيتامين ج ( C ) الطبيعي:
كل 100 غ من قشور الثمرة اليابسة تزود ب 500 حتى 2500 ملغ من الفيتامين المذكور، في حين تزود كل 100 غ من البرتقال ب 55 ملغ منه فحسب! إنما تختلف الأرقام بحسب موعد قطف الثمار وبحسب مكان زراعتها الأساس. أفضل موعد للقطاف هو مباشرة قبل مرحلة نضوج الثمرة.
الوردة ألهمت أشهر صانعي العطور:
في الواقع لطالما شكلت خلاصة الوردة العطرية قيمة ثمينة في العديد من العواصم الشهيرة كباريس، فيينا ولندن وذلك منذ القرن التاسع عشر: عطرها المفعم بالأنوثة يرتدي تلوينات مختلفة سواء كان عطرها الورد الخام. القوي والمثير بعض الشيء أو خلاصة زهرية أكثر . رقيقة ومرهفة. من جهة أخرى. دخلت الوردة مجال التجميل ومستحضرات التجميل من الباب الواسع:
الوردة المسكية الآتية من التشيلي من الأصناف البرية وتحتوي بذور ثمرتها على زيت جد غني بالأحماض الدهنية الأساسية. بحسب عدة دراسات سريرية في التشيلي، هذا الزيت قابل للدهن على الحروق بغية تسهيل عملية اندمالها. كما وينشط البشرة ويجددها من الأعماق .
زيت وردة التشيلي المسكية قابل للدمج مع زيت وردة دمشق العطريّ والتي لطالما اشتهرت بمزاياها المحارية للتجاعيد . ليس هذا فحسب، إنما كون هذا الزي مضاداً للبكتيريا والجراثيم يمكن استعماله كمادة حافظة في بعض مستحضرات التجميل الطبيعية. مما يضفي على هذه الأخيرة لمسة عطرية رقيقة.
وردة لتمتيع الذوق والمذاق:
لا عب إن امتدت مزايا الوردة والتي طبعت العديد من الثقافات والحضارات عبر العالم إلى المطابخ وفنون الطهو. استعمال ماء الورد مثلاً جد رائج في وصفات الحلوى الشرقية وتحديداً العربية في الهند. يستعمل مسحوق بتلات الوردة لإضفاء النكهة على الأطباق وتحديداً الأطعمة المنقوعة بالخل الزيت والتوابل. وما زال هذا التقليد سائداً في بعض وصفات الأطباق الهندية. أما في أوروبا وبلدان الغرب. فتدخل بتلات الورود في صناعة بعض البلدان كألمانيا ثمرة معطرة. كما تستعمل بعض البلدان المانيا ثمرة الوردة البرية لتحضير المربيات والفواكه المطهرة بالسكر.
مربّى الورد: وهل من ألذ ؟ إلينا وصفة مميزة لتحضير مربى الورد اللذيذ والفريد المذاق لمن يهوى الطعمة المفعمة بالنكهة والعطور.
– تجمع 500 من بتلات الورد غير المعالج، تزيل منها الأوراق ونقطع قاعدتها البيضاء بواسطة مقصّ.
– نضع كل البتلات في وعاء فخاري يحتوي 30 سنتيلتراً من الماء وندعها تنتقع لمدة 12 ساعة.
– نصب ماء النقيع مع الكيلوغرام واحد من السكر في قدر خاصة بتحضير المربى ونسخن المزيج إلى أن تظهر أولى الفقاقيع.
– نرمي بالبتلات في الشراب وتعاود غليه لمدة دقيقة.
– ندع المزيج ينضج لمدة 5 دقائق تقريباً على نار هادئة إلى أن يكتسب المربى سماكة كافية.
– نرفعه عن النار ونضيف 125 غ من اللوز المشحف بشكل جد رفيع. وندع المزيج جانباً لمدة 10 دقائق من ثم نعاود مجدداً مع تحريكه جيداً.
– نضع المربى في أوعية خاصة .