توصلت دراسة قام بها فريق بحث بريطاني من جامعة مانشستر إلى أن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل ، وهو التهاب مزمن من أمراض جهاز المناعة في الإنسان ومرتبط بعدد من العوامل الوراثية والبيئية .
وأجرى فريق البحث دراسته التي نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة ( التهاب المفاصل والروماتيزم ) على عينة أبحاث ضخمة تزيد على 25 ألف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عاماً .ومن بين هؤلاء تم فرز 88 مريضاً مصاباً بالتهاب مفصلين رئيسين على الأقل .
ووجد فريق البحث بقيادة الأستاذين آلن سيلمن وديبورا سيمونز أن الغذاء الخالي من الفاكهة – خصوصاً تلك المحتوية على مستويات عالية من فيتامين C – يزيد بثلاثة أضعاف من مخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل ، وهو علامة مبكرة على ابتداء مرض التهاب المفاصل الرثياني .
وكان نحو %40 من هؤلاء المرضى قد أظهروا أعراض التهاب المفاصل الرثياني وفقا لمعايير الجمعية الأميركية للرثويات . ثم تمت مقارنة المرضى من حيث العمر والنوع والوزن مع عينة ضبط ومقارنة من 176 شخصاً غير مصابين بالمرض.
وبالنسبة للعوامل الغذائية الأخرى فقد تشابهت في معظمها لدى المرضى والأصحاء ، بينما كان تناول المرضى لفيتامين C أقل .
أما الفرق الغذائي الرئيسي بين المجموعتين فقد كان في استهلاك المرضى لمستويات أعلى من اللحوم الحمراء . وبعد احتساب دور التدخين والعوامل الغذائية الأخرى ، وجد الباحثون أن المرضى الذين يستهلون مستويات عالية من اللحوم الحمراء هم أكثر تعرضا بضعفين للإصابة بالمرض .
وهذه النتيجة تنطبق أيضاً على استهلاك كميات كبيرة من مختلف أنواع البروتينات ، لكنها لا تنطبق على استهلاك مستويات عالية من الدهون المشبعة .
ويبدو أن المحتوى العالي لبروتين الكولاجين في اللحوم يؤدي لاحقاً إلى إنتاج أجسام مضادة للكولاجين ، خصوصاً في فئة الأفراد الأكثر تعرضاً للإصابة . لذلك فإن الاستهلاك المرتفع للحوم الحمراء يمثل عاملاَ جديداً لمخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل ، أو مؤشراً على فئة الأشخاص الأكثر تعرضاً للمرض بتأثير مسببات أخرى متصلة بنمط المعيشة .
ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا الارتباط بين المرض واللحوم علاقة سببية .
ومع بداية الدراسة قام كل مشارك بكتابة يومياته الغذائية لمدة أسبوع كامل ،وبحسب تعليمات محددة مسبقا حول طريقة قياس وتسجيل كميات الغذاء المختلفة التي تم تناولها . كما قدم كل مشارك معلومات حول تاريخه كمدخن وقد تبين أن % 35 فقط من المرضى لم يسبق لهم التدخين مقارنة بنسبة % 85 لين الأصحاء.