كشفت دراسة كبية نشرتها المجلة البريطانية للجراحة عن إمكانية استخدام المكملات الغذائية لبعض سلالات بكتيريا اللبن ، لمنع الإصابة بالمضاعفات الخطرة ، الناتجة عن التهاب البنكرياس الحاد .
ووجد الأطباء أن هذه المكملات تخفف شدة الإلتهابات ، التي تصيب البنكرياس ، وتقلل الحاجة إلى الجراحة ، موضحين أن التهاب البنكرياس الحاد قد يتحول إلى حالة إنتانية ، تسبب تلف أنسجة هذا العضو ، وما ينشأ عن ذلك من مضاعفات تزيد خطر الوفاة .
وقام هؤلاء في الدراسة الجديدة بمتابعة 45 شخصاً يعانون من التهاب بنكرياسي حاد ، تناولوا مكملات غذائية ، تحتوي على مليار خلية بكتيرية من سلالة معينة من العصويات اللبنية مع ألياف الشوفان ، التي تشجع نموها وعملها ، مرتين يومياً ، لمدة أسبوع على الأقل ، بحيث تناول نصفهم بكتيريا حية ، وتناول النصف الآخر بكتيريا ميتة معالجة حرارياً .
ووجد الباحثون أن المرضى الذين عولجوا بالبكتيريا الحية ، شهدوا انخفاضاً في عدد الإنتانات البنكرياسية ، التي تحتاج إلى الجراحة بنسبة 85 في المائة ، كما قلت عدد أيام بقائهم في المستشفى بنحو 36 في المائة مقارنة بالمجموع الأولى .
وأشار الباحثون إلى أن البكتيريا المفيدة الموجودة طبيعياً في الأمعاء ، تختفي في حالات التهاب البنكرياس الحاد ، وتحل محلها الجراثيم المسببة للمرض إلا أن بعض السلالات المفيدة مثل ” لاكتوباسيللاس بلانتاريوم 299 ” التي أظهرت التجارب فعاليتها في منع الإنتانات الشديدة عند الحيوانات المصابة بالتهاب البنكرياس ، تتنافس مع الجراثيم وتمنعها من مغادرة الأمعاء والوصول إلى البنكرياس الملتهب ، مسببة إصابته بالإنتان والتلف .
ولفت هؤلاء إلى أن هذه البكتيريا تعمل أيضاً على تنشيط وظائف الجهاز المناعي ، مما يكسب الجسم وقاية إضافية ضد إنتانات البنكرياس ، منبهين إلى أن كل سلالة من العصويات اللبنية تختلف في تأثيرها عن السلالات الأخرى .