أثبتت دراسة جديدة نشرتها مجلة ” الهضمية ” المتخصصة ، أن بإمكان الأشخاص الذين يعانون من حالات إسهال انتانية معدية كإسهال المسافرين ، التخلص منها باستهلاك منتجات الحليب الغني بالكالسيوم .
وأوضح الباحثون أن إسهال المسافرين يؤثر في اثنين من كل ثلاثة سياح يزورون آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية ، وهو شائع في المجتمعات الغربية أيضاً نتيجة تلوث الطعام والمياه وحالات التسمم الغذائي ، حيث يعتبر الإسهال ثاني أسباب الوفاة في العالم بعد امراض القلب.
ويتعرض الأطفال وكبار السن والمرضى المصابين بضعف المناعة لخطر أعلى للإصابة ببكتيريا ” اي . كولاي ” المسببة لإسهال المسافرين ، وبالرغم من أن الأعراض ذاتية الشفاء وتختفي خلال أيام ، إلا أنها تسبب ضيقاً وإزعاجاً كبيراً ، ويتمثل العلاج لمثل هذه الحالات بوسائل داعمة تركز على تعويض السوائل والأملاح المفقودة ، ولكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي توضح الأثر الوقائي للكالسيوم ضد البكتيريا الأمراضية.
وقام الباحثون في الدراسة الجديدة بمتابعة 32 رجلاً سليماً ، تراوحت أعمارهم بين 20 – 55 عاماً، تمت إصابتهم بسلالة حية ولكن مضعفّة من بكتيريا ” اي. كولاي ” ، تم إعطاؤهم ثلاثة أكواب من الحليب العادي مع كوب واحد من كاسترد الحليب يومياً الذي يزود بحوالي 1100 ملليجراماً من الكالسيوم يومياً ، أو نفس الكميات من منتجات الحليب قليل الكالسيوم الذي يزود بنحو 60 ملليجراماً من الكالسيوم يومياً ، لمدة ثلاثة أسابيع . مع التزامهم بغذائهم العادي واستثناء منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالكالسيوم منه.
وبعد تحليل الفحوصات المعيارية لأعراض الأمعاء والبراز في بداية الدراسة وبعدها ، تبين أن جميع المرضى أصيبوا بالإسهال ، بعد دخول البكتيريا إلى أجسامهم ، ولكن الرجال الذين شربوا الحليب العادي سهدوا تعافيا كاملاًً وسريعاً من الأعراض في اليوم الثاني من العلاج ، بينما استمر الرجال الذين شربوا الحليب القليل بالكالسيوم في المعاناة من الإسهال ، مما يشير إلى أن الكالسيوم الموجود في الحليب سرّع التعافي من الإسهال العادي.
وكانت الدراسات الحيوانية الأولية قد اظهرت أن الكالسيوم كان فعالاً في الوقاية من الإسهال المعدي ، حيث بينت إحداها أن أقراص فوسفات الكالسيوم ساعدت في منع انتانات البكتيريا ، بينما وجدت دراسة أخرى أن الكالسيوم ساعد في الوقاية من إصابات السالمونيلا.
وأشار الباحثون إلى أن بإمكان الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب أو عدم تحمل سكر اللاكتوز اللجوء إلى مصادر أخرى غنية بالكالسيوم مثل منتجات الصويا والمكسرات والخضروات الورقية مثل اوراق اللفت والخردل وحشائش البحر.