يحتوي الثوم على مركبات قد لا يكون لها تأثير فعال في علاج الملاريا فحسب ، بل إن آليتها في تثبيط العدوى هي نفسها المستخدمة من قبل هذه المركّبات لمحاربة الخلايا السرطانية.
هذا ما أعلنه فريق من الباحثين في جمعية تورنتو ، خلال المؤتمر السنوي الخمسين للجمعية الأميركية للطب الاستوائي . ومن المعروف أن هذه المركبات ، التي يطلق عليها اسم ديسولفيد Disulfides والتي تظهر بشكل طبيعي في الثوم والبصل ، خصائصها مضادة للفطريات والسرطان والعدوى الجرثومية ، لكن الشك بمدى فائدتها في حالات الملاريا ظل يساور العلماء لسنوات خلت . وفي دراسته ، التي اعتمدت على دراسة مركبات الديسولفيد المصنع على خلايا مصابة بالملاريا وخلايا أخرى مصابة بالسرطان ، برهن الفريق أن نوع الديسولفيد الذي كان فعالاً على جرثومة الملاريا ( المعروفة علمياً بالـ Plasmodium Falciparum ) كان أيضاً فعالاً في القضاء على الخلايا السرطانية.
ويدرس الفريق أنواع المركبات الناشطة من الديسولفيد لاكتشاف الجوانب المشتركة ، وقد توصل إلى أن الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالملاريا ظاهرة مشتركة . ويعتقد الفريق أن آلية العمل لمركبات الثوم قد تستهدف نظام معاكس لنظام الأكسدة ويخزن في الخلية كما الطاقة في البطارية ، ومهمته امتصاص الضرر الذي يلحقه التأكسد والعوامل المؤذية الأخرى في الخلية . وهذا النظام هو ذات أهمية ، خاصة في الخلايا التي تتكاثر بسرعة كخلايا السرطان والملاريا . وقد تبين للفريق أنه الـ ” Ajoene ” أي الديسولفيد الطبيعي في الثوم ، يؤخر انخفاض الغلوتاثيوم . وهكذا يأمل الفريق باستخدام مركبات الثوم ، وليس فقط بعلاج الملاريا بل وأيضاً بعض أنواع السرطان . يبقى أن نتحمل سيئات الثوم ، وهي رائحته ، والأمر بالتأكيد يستحق المجازفة.