تملكين نفس نتوءات الوركين مثل والدتك ؟ ورثت نفس شكل أرداف العمة والجدة و ..؟ بطنك ” مندلق ” مثل والدك ؟ تحملين بجسد مختلف لكنك تثقين أن ” جيناتك الوراثية ” لن تسمح لك بغير ما أنت عليه ؟ مخطئة . أحلامك متاحة إذا اتبعت نظاماً غذائياً صحيحاً ومارست التمارين الرياضية الدؤوبة التي تناسبك .
تتذمرين من الشكل الإجاصي الذي ورثته عن والدتك ، وتتأففين من الحكم المؤبد بالجوع الذي تمارسينه على نفسك ، في حين تلتهم صديقتك النحيلة ألواح الشوكولا بعشوائية من دون أن تزيد وقية ، وهذا ما يجعلك تتراجعين باستمرار عن برنامجك الغذائي وتخرقين تمارينك الرياضية اقتناعاً منك بأن كل ما تقومين به في سبيل تحقيق القد المياس هراء ؟ تمهلي . لا تثقي كثيراً بأفكارك .
افصلي حقائق الجينات عن جاذبية الخيال وانطلقي من الصفر ببرنامج زاخر بالتمارين الخفيفة والحمية الصحيحة ، وتأكدي أن هدفك لن يكون مستحيلاً إذ ستحصلين ، بلا شك على الجسم الرائع الذي تحلمين به .
التغيير ممكن ؟
تردّ نحو 70 في المئة من نسبة الاختلاف بين الأفراد ، من حيث الوزن أو الشكل ، في المجتمعات النامية الى الاختلاف الجيني ، وتردّ نسبة الثلاثين في المئة الباقية إلى العوامل البيئية المحيطة . وتجنب هذه النسب المطروحة آمال كل الذين يطمحون إلى قدود مياسة ، ممن تدل جيناتهم الموروثة أنهم لن يحصلوا عليها .
من السذاجة طبعاً الاقتناع كلياً وبلا قرائن أنه بإمكانكن تغيير شكل اجسامكن ، لكن كل الأبحاث في الموضوع تدل بوضوح أنه يمكن للمرأة أي امرأة ، التأثير على شكل جسمها ، إيجاباً أم سلباً ، بمجرد تغيير العوامل الخارجية التي تحوطها وأسلوب حياتها . ويقول أحد أطباء النفس في جامعة تكساس ، إن بعض الناس يكونون مهيئين جينياً أكثر من غيرهم لتخزين الشحوم في بعض مواقع الجسم دون غيرها ، وبالتالي إذا كان لدى الإنسان ، رجلاً كان أم امرأة ، استعداداً إلى اكتساب الوزن بسهولة ويأكل كثيراً ونادراً ما يمارس الرياضة ، فمصيره بالطبع البدانة .
التغيير غير ممكن ؟
أعدّ المختبر الجيني – الكيميائي الأميركي دراسة حول مدى تكيف الأولاد بالتبني ، الذين يشاركون حياتياً أفراد عائلة غريبة عنهم جينياً .
ودلت أن الأطفال يصبحون تدريجياً بحجم اهلهم البيولوجيين وعلى شاكلتهم ، وهذا دليل على عدم وجود اي علاقة بين وزن الإنسان وحجمه وأشكال الذين يحوطونه حتى ولو كانوا أهله بالتبني .
وتدل الدراسات أيضاً أنه حتى نوع الشحوم وموقعها يتأثران بالعامل الوراثي ، وأكثر من 56 في المئة من الشحوم المكتنزة في البطن ترد إلى الجينات . ويحكى أنه يصعب على الإناث تغيير شكل بعض مواقع أجسامهن ، وخصوصاً في الصدر إلى الوركين ، حتى ولو اتبعن حمية شديدة ، لأن هذا القسم يتاثر كثيراً بالعامل الوراثي . وفي هذا الإطار يمكن أن تخسر بعض النساء كيلوغرامات كثيرة ويحصلن على نتائج مذهلة في مواقع معينة من اجسامهن ، في حين تبقى مواقع أخرى واقعة بين الصدر والوركين نافرة .
راقبوا أنفسكم ( وأنفسكنّ ) .. الحل بأيديكم :
ثمة جينات معينة تحث الأشخاص على ممارسة الرياضة ، ويملكها غالباً سكان الجبل والجنود ونخبة الرياضيين ، وهي تزيد كمية الأوكسجين والمغذيات في خلايا العضلات ، فينتج عن ذلك قوة جسدية غير عادية . أما الأشخاص الذين لا يملكون مثل تلك الجينات ، فعليهم السعي إلى تحسين طبيعتهم الخاصة ، لأن البيئة التي تحوطهم تؤثر أيضاً فيهم ، وإن أقل من الجينات الوراثية ، بدليل أنه لا يمكن أن يصبح المرء سميناً مهما كانت نوعية الجينات التي يحوزها ، إذا لم يكن شرهاً على الطعام ويتناول وحدات حرارية إضافية يعجز عن حرقها .
ونصل إلى لبّ المشكلة أو بالأصح الرسالة التي يرغب بنشرها دعاة تحفيز الرياضة ، وفيها أنه لا ضير أبداً بالوثوق بحقيقة أن الناس يأتون بأحجام وأشكال مختلفة ، ولكن غالبيتهم يستعملون جيناتهم كعذر للرضوخ إلى أشكالهم الآنية ، بدل السعي بجهد لتحقيق الشكل الذي يحلمون به في قرارة أنفسهم .
انطلاقاً من كل ما ذكرناه ، يبقى عليكم ، وبالأخص ” عليكن ” ، التنفس بعمق من الآن وصاعداً والوثوق بأن كل ما تحتاجونه و ” تحتاجينه ” هو برنامج رياضي دؤوب وواضح وحمية مدروسة ، لبلوغ القد المياس والأرداف المشدودة والبطن المستقيم والذارعين الرائعين .