كشف الباحثون في الولايات المتحدة عن أن البندق قد يمثل مصدراً مهماُ ورخيصاً للمادة الكيميائية النشطة الموجودة في دواء ” تاكسول” المخصص لعلاج السرطان مما قد يوفر على الصحة مبالغ مالية طائلة فقد اكتشف فريق البحث في جامعة بورتلاند الأمريكية أن البندق يحتوي على مادة كيميائية مقاومة للسرطان تعرف باسم ” باكليتاكسيل ” وهي العنصر النشط الذي يتركب منه دواء التاكسول الذي يستخدم لمعالجة سرطانات الثدي والمبيض ويطيل حياة المرضى لسنة واحدة ولكنه غالي الثمن ولا يتوافر في معظم البلدان.
وأوضحت الدكتورة أنجيلا هوفمان رئيسة فريق البحث أن هذه المادة الكيميائية تؤخذ أصلا من لحاء شجرة الطقسوس الباسيفيكية وهي شجرة بطيئة النمو ودائمة الخضرة من الفصيلة الصنوبرية منوهة إلى أن المصادر التجارية من دواء التاكسول تصنع حاليا بطريقة شبه صناعية تعتمد على الخلاصات من أوراق أنواع أخرى من هذه الشجرة وقالت أن استخلاص مادة ” باكليتاكسيل ” من البندق قد يزيد المنافسة على إنتاج الدواء مما يؤدي إلى توفره بأسعار منخفضة وقد بدأت الدكتورة هوفمان دراستها التي عرضتها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء أصلا لتحديد أسباب مقاومة أنواع معينة من أشجار البندق للمرض النباتي الذي يعرف باسم ” فيلبيرت بلايت الشرقي ” وتبين بعد تحليل عينات من هذه الأشجار كيميائياً وجود مادة ” باكيتاكسيل ” في ثمارها وفروعها وقشورها .
وأشارت هوفمان إلى أن كمية المادة الكيميائية المذكورة الموجودة في شجرة البندق تبلغ عشر الموجودة في شجرة الطقسوس ولكن الجهود المطلوبة لاستخلاص المادة من المصدرين قابلة للمقارنة منوهة.
إلى أن تناول البندق نفسه ليس له أي فائدة طبية وأكدت إمكانية تصنيع هذه المادة صناعياً إلا أن طريقة تصنيعها مكلفة ومعقدة للغاية وغير مجدية اقتصاديا ويكلف حصول المريض على الدواء مع أسعار استخدامه آلاف الجنيهات سنويا وهو ما يحدث لدواء ” تاكسوتير ” ويتطلع المعهد الوطني للامتياز السريري في بريطانيا حاليا للاستفادة من هذه النتائج لتصنيع دواء ” تاكسول ” وتوسع استخدامه في البلاد وتوفيره مجانا للمرضى في أنظمة الصحة الوطنية .