لقد أثبتت الدراسات الموثقة أن 70 % من المصابين بسرطان الرئتين هم من المدخنين وكذلك سرطان المثانة يزيد عند المدخنين وخاصة عند النساء ووجد أن مادة الكوتنين في دم وبول المدخن والناتجة من تحلل النيكوتين في جسم المريض لها تأثير ضار وسام في مثانة المدخنين، والتبغ يؤدي إلى جفاف الجلد وترهله ويؤثر على شبكية العين مما له تأثير سلبي على النظر، والتبغ له تأثير سلبي على الحيوانات المنوية يؤدي إلى عدم فاعليتها وكذلك تأثيره الضار على مبايض المرأة مما يسبب العقم عند المرأة والرجل وأحسن ما قيل عن التبغ هو ما تردد على أفواه الأطباء والمختصين الصحيين «القاتل… الصامت» اذاً كيف الخلاص والنجاة من معضلة التبغ؟
إن الأسلوب الناجع لترك هذه السموم النفاثة المنطلقة من التبغ والسيجارة والشيشة والنارجيلة هو الترك التدريجي واستعمال البدائل والمهدئات بالإضافة إلى عامل مهم جداً جداً قد يغيب عن كثير من المدخنين والذين يحدثون أنفسهم بترك التدخين وخاصة بعد ما جلب لهم الأمراض والعدوى الفيروسية والمسببة لالتهاب الكبد أو ما يعرف بالالتهاب الكبد الوبائي والذي ينتهي بفشل كامل للكبد مما يتطلب نقل وتغيير الكبد أو Liver transplant فالبدائل المفيدة لترك التدخين مثل مضغ العلكة وخاصة التي تحتوي على مادة النعناع، زهور البابونج تمضغ بكميات معقولة عند الشعور بالرغبة في التدخين.
هبوط في ضغط الدم
ويجب أن نعلم أن التدخين عادة سيئة يصعب التخلي عنها فوراً ولأول وهلة لأن التوقف الفوري عن التدخين يحدث هبوطاً في ضغط الدم وأعياء وصداع وكآبة وعصبية فمن الحكمة ترك التدخين تدريجياً إلى تقليل عدد السجائر في فترة تصل من 1 يوم إلى 90 يوماً. يصل بعدها المدخن مثلاُ من 20-40 سيجارة يومياً إلى سيجارة واحدة يومياً بعد ثلاثة أشهر مثلاً، أما المرأة الحامل فيجب أن تترك التدخين فوراً بعد ظهور نتائج الحمل لأن الاستمرار في التدخين أثناء الحمل يولد أطفالا مشوهين بالإضافة إلى قلة في وزن المواليد والتي لها أثر سلبي على حياة المواليد ومعدل نموهم وذكائهم وصحتهم العامة، ومن خلال الأعشاب المفيدة لعلاج آثار الكحة المزمنة والربو الناتجة من الآثار السلبية هو شرب شاي الزعتر حيث يؤخذ أوراق الزعتر بعد تنظيفها ويضع عليها الماء المغلي ونغطيها وتشرب بعد حوالي نصف ساعة أي بعد أن تبرد، استعمال قليل من الحبة السوداء تمضغ جيداً تفيد في السعال. يشرب مخلوط من الحلبة (مطحونة) مع قليل من عرق السوس والزنجبيل بعد غلي هذا المخلوط سبع دقائق ويشرب كشاي. يمضغ أوراق النعناع المغربي بعد تنظيفه عند الرغبة بالتدخين، وتوجد سجائر تنتج في بعض الدول الأوروبية تقل ضرراً عن السجائر العادية وهي مكونة من نسبة بسيطة من أوراق التبغ مع نسبة عالية من أوراق نباتات تحتوي على سليلوز ولا تحتوي مادة النيكوتين السامة، وتعطي المدخن الشعور بمتعة التدخين مع قلة في السموم الخطرة في السيجارة العادية والتي تقوده في النهاية إلى ترك عادة التدخين الضار.
عمل نافع
ومن الوسائل الناجحة في ترك التدخين مع العزيمة والتوكل على الله والانشغال بالاستغفار والذكر والتسبيح ثم إملاء الفراغ بعمل نافع مع ممارسة الهوايات النافعة مثل الرياضة والقراءة النافعة مع ترك عادة التدخين في أماكن العمل وكذلك الأماكن الممنوع التدخين فيها مثل الباصات أو السيارات والمستشفيات وفي المنازل وقبيل النوم أو بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد الصيام، ويجب أن نعلم أن عادة التدخين ليست طريقة مثلى تستحق التباهي بها أو تقليد الآخرين مثل ما يشاهد في المسلسلات السينمائية أو التلفزيونية ويجب أن نعلم أن شركات التبغ تعطي الأموال الطائلة للممثلين ومنتجي الأفلام لعمل دعاية لظاهرة التدخين، ويجب أن نلاحظ كذلك أن عملية التدخين ليست طريقة عملية للهروب من المشاكل والتي تحدث أثناء العمل أو تحدث أثناء الحياة العامة والتي يصاب بها الأفراد ويحدث لهم انهزام أمام الصعاب وان التدخين ليس وسيلة صحية للخروج من الأزمات بل أنه يفاقم الأمور ويزيد في تعقيدها، والمدخن يجب أن يفهم ويعلم أن عند توقفه وامتناعه عن التدخين سيجني فوائد عظيمة منها تخفيف خطر التدخين السلبي على الأفراد عامة وخاصة أفراد عائلته أو زملاء العمل، انخفاض الخطورة من الحرائق التي قد تحدثها السجائر عند اشتعالها والتي تكون قريبة من الملابس أو الأوراق أو الأخشاب، توفير المال والذي يدفع عادة على شراء السجائر أو النرجيلة أو المكوث طويلاً في المقاهي مما له أثر عظيم على أسرته وكذلك حفظ ماله في أشياء نافعة وكما يوفر الصحة العامة للمدخن ومن حوله من الأهل والأصدقاء.
ومن الأشياء الخاصة التي يجنيها المدخن عند تركه التدخين تتحسن قدرته على المشي لمسافات طويلة وتتحسن طاقته الجسدية، تزيد عنده حاسة الشم والتذوق والشعور بما حوله من الروائح الطيبة من العطور والزهور. ينخفض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم ويذهب إسوداد جلده وخاصة الوجه والشفائف وينخفض عدد ضربات القلب ويصل إلى شرايين قلبه وإطرافه الدم بصورة طبيعية.
يجب أن يعلم المدخنون أنهم عند ترك التدخين سيحصل لهم كما ثبت علمياً صدع متوسط مع الأرق وكسل وخمول وهذه تزول مع مرور الوقت والذي يأخذ من 7-10 أيام ويظهر على تارك التدخين انفتاح الشهية مع زيادة خفيفة في الوزن والتي تزول بممارسة الرياضة.
وقد ذكرت بعض الدراسات استخدام التبغ الهندي ويعرف اللوبيليا (Lobelia) أو حشيشة اللوبيليا هو قلويد سائل طيار رائحته تشبه البهارات وله طعم مثل التبغ وله تأثير مضاد للتشنج ومنبه للغدد الإفرازية مما يجعله يزيد البول وله تأثير معرق وطارد للبلغم ومقيئ. وحيث إنه ذو صفات تأثيرية سامة على الجهاز العصبي فلا يستخدم إلا تحت إشراف طبي وبجرعات محددة ولوقت محدد.
ومن الأعشاب التي تؤخذ لتقليل من الآثار الجانبية لدخان ومركباته السامة تناول مضادات الأكسدة مثل البروكولي والملفوف والكيوي (نوع من الفاكهة)،تناول نبات الهليون والسبانخ، تناول الثوم الطازج والبصل والطماطم تناول عصير الجزر والشاي الأخضر والعنب الأحمر تقليل اللحوم الحمراء مع تناول الأسماك عده أيام في الأسبوع. تناول الفلفل الأخضر وكذلك الكركم. وقد ظهر في الأسواق المحلية بعض المركبات التي يروج لها أنها تمنع التدخين وتوقفه وسوف نتطرق لها في الاعداد القادمة باذن الله تعالى.