يعتبر سرطان القولون والمستقيم أكثر السرطانات الهضمية شيوعاً. إذ يتم سنوياً تشخيص حوالي 130.000 حالة في الولايات المتحدة. وخلافاً لمعظم السرطانات الهضمية، فإن معدل عيش المريض لمدة طويلة جيد، شرط أن يتم اكتشاف المرض باكراً. إذ تفوق نسبة عيش المصابين في المراحل المبكرة لمدة خمس سنوات 90 بالمئة باذن الله تعالى.
ومن شأن اختبارات الكشف أن تسمح بتشخيص سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة، ولكن تكمن المشكلة في أن كثيراً من الناس لا يستفيدون من الاختبارات المتوفرة، وهي تعتبر مسؤولة جزئياً عن وفاة أكثر من 50.000 أميركي سنوياً بسرطان القولون والمستقيم، الذي يأتي بذلك في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة كسبب مسؤول عن الوفيات في الولايات المتحدة، وفور امتداد هذا السرطان إلى الأعضاء أو العقد اللمفاوية المحاذية، تنخفض نسبة عيش المريض لمدة خمس سنوات.
وكما هو الأمر مع كثير من السرطانات الهضمية، يبدو بأن الوراثة ونمط الحياة يؤديان دوراً هاماً في تكون سرطان القولون والمستقيم. وتشتمل عوامل الخطر المعروفة على:
التاريخ العائلي. يرتفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إن أصيب أفراد العائلة الآخرين، فجميع أشكال هذا السرطان تمتلك أساساً جينياً، غير أن في بعض أنواعه، وهي تشكل 5 إلى 10 بالمئة من الحالات، يعتبر خطر وراثة المرض مرتفعاً جداً.
ويدعى أحد أنواع سرطان القولون والمستقيم الموروثة مرض سرطان القولون الوراثي غير السليلي (HNPCC). وفي حال وجود هذا الخلل، يرتفع احتمال نقل الجينة إلى جميع الأطفال إلى نسبة 50 بالمئة، كما يصل احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن أكثر شباباً إلى نسبة 80 بالمئة، إذ يبلغ متوسط سن تشخيص المرض لدى الذين يحملون هذا الخلل 45 سنة، مقابل 65 سنة للذين يصابون بسرطان القولون والمستقيم غير الوراثي.
وثمة حالة وراثية أخرى هي الورم الغدي السليلي العائلي (FAP)، الذي يسبب مئات لا بل آلاف من الأورام الدقيقة غير السرطانية (سليلات) في القولون والمستقيم، وأول ما تبدأ السليلات بالظهور في سن المراهقة. وفي جميع الحالات تقريباً، يتكون السرطان في واحدة أو أكثر من هذه السليلات، بين سن الثلاثين والخمسين عموماً.
سليلات القولون والمستقيم. تبدأ أكثر من 95 بالمئة من سرطانات القولون والمستقيم كتغيرات في البطانة المعوية، وتدعى أوراماً غدية، ولا تصبح جميع السليلات سرطانية، إلا أن معظم سرطانات القولون تبدأ كسليلات.
سرطان سابق في القولون والمستقيم. قد تتكون سرطانات أو سليلات جديدة في مواضع أخرى من القولون أو المستقيم.
العرق. يعتبر الرجال والنساء السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم فبين عامي 1973 و1992، ازداد معدل الإصابة بهذا السرطان بنسبة 40 بالمئة لدى الرجال السود و16 بالمئة لدى النساء السود.
التقدم في السن. فتسعة من كل 10 أشخاص مصابين بسرطان القولون والمستقيم يفوقون سن الخمسين.
تاريخ بمرض الأمعاء الالتهابية. إن كان للمريض تاريخ طويل مع التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، يرتفع احتمال إصابته بسرطان القولون والمستقيم.
التدخين. تظهر الدراسات ارتفاع معدل السرطان بين مدخني التبغ. وكلما طالت فترة التدخين وازدادت كمية التبغ المستعلمة ارتفع خطر الإصابة.
الغذاء. الأشخاص الذين يعتمدون غذاء غنياً بالدهون، يحتوي خاصة على كثير من اللحم الأحمر، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. أما الغذاء الغني بالألياف فلطالما اعتبر بأنه يقلص خطر تكون سرطان القولون والمستقيم. إلا أن دور الألياف لا يزال موضع خلاف. فاستناداً للدراسات التي أجريت مؤخراً ليس بمقدور هذه المغذيات أن تحمي الجسد من خطر سرطان القولون والمستقيم.
الرياضة. إذ يبدو بأن الأشخاص الخاملين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
عوارض المرض:
تختلف العوارض اعتماداً على موضع السرطان وامتداده. فإن تكون المرض في أسفل القولون أو المستقيم، من شأنه أن يسد ممر البراز مؤدياً إلى حدوث تقلصات وإلى جعل عملية التبرز أكثر صعوبة. فيشعر المريض بالحاجة إلى التبرز تكراراً حتى بعد خروج البراز. ويشكل ظهور الدم في البراز أو على فوط الحمام إنذاراً إضافياً.
أما تكون السرطان في منطقة أعلى من القولون فيسبب فقر الدم والتعب نتيجة للدم المفقود الذي قد يعجز المريض عن رؤيته، إذ يكون عادة ممزوجاً بالبراز وداكن اللون. وتشتمل العوارض الأخرى على إسهال أو إمساك متواصلين، وعلى تراجع الشهية إضافة إلى نقصان الوزن من دون سبب واضح وألم البطن.