عرفت هذه العشبة في الصين ومنغوليا منذ آلاف السنين ، واسمها العلمي هو ” راديكس إستراغالس ” واسمها التجاري هو ” حليب البيقة ” وهي من النباتات العلفية وتنتسب إلى عائلة البازلاء ، وتعرف في الصين باسم ” هوانغ تشي ” والشطر الأول هوانغ يعني الأصفر ، والثاني تشي يعني الطاقة .
فهذه النبتة ذات جذور صفر اللون ، واستعملها الصينيون لزيادة ، وإنعاش طاقة الجسم ، وتتركز فوائدها الطبية في جذورها ، وتعرف هذه العشبة في علم الصيدلة الحديث كمكيف ومعدل طبيعي لجهاز المناعة بالجسم ، لكي يتأقلم مع ضغط الدم ومحاربة الفيروسات التي تتسلل إلى أجهزة الجسم المختلفة .. ومن ثم فهي تفيد في علاج الطحال والرئتين والكلى والدم .
وتعد هذه النبتة ذات خصائص مرممة ومنشطة ومضادة للفيروسات ، ومنبهة للمناعة ومضادة للبكتيريا والالتهابات والأورام الخبيثة ، مثل السرطان ، ولكنها تقوي المناعة ، فيمكن القول إنها تفيد في علاج مرض نقص المناعة ” الإيدز ” وتفيد التحاليل المختبرية بأنها مدرة للبول أيضاً .
آلية العمل
أظهرت التحاليل المعملية أن هذه العشبة تحتوي على ما يعرف بمادة السكر المتعدد الذي يساعد على تنبيه عمل كريات الدم البيض والمعروفة بالخلايا ” تي ” فتقوم هذه بإنتاج كميات أكبر من مضادات الأجسام ” الإنترفيرون ” التي تحمي الجسم من غزو المواد الضار كالفيروسات والبكتيريا ، ومن ثم تتعاون مادة الإنترفيرون مع كريات الدم البيض لإفراز أنزيمات هضم تقاتل الكائنات الغريبة الغازية للجسم وتوقف انتشارها .
فقد أوضحت التجارب التي أجريت على الفئران أن الإستراجالس تعزز تدمير خلايا الأورام الخبيثة ، وثبت أنها أفضل من أدوية السرطان التقليدية الكيماوية والإشعاعية التي تضعف وتقلص من قدرات جهاز المناعة ، لذلك يتم في الصين استخدامها كمعزز للأدوية التقليدية لعلاج السرطان ، مع تقليل جرعات هذه الأدوية لتحاشي آثارها الجانبية . ونظراً إلى مفعولها في تنبيه جهاز المناعة ، فإن بعض الجهات الطبية اقترحت تجربتها في علاج مرض نقص المناعة للإيدز .
استعمالات أخرى
وقد اكتشف الباحثون فوائد أخرى مهمة لعشبة الإستراجالس ، من بينها علاج نزلات البرد والأنفلونزا وغيرهما من الالتهابات الفيروسية ، بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفية وآلام الحلق .
وتحقق العشبة كل هذه الفوائد الطبية لما لها من قدرة قوية على مقاومة الأكسدة ، كما أنها تعد فعالة بشكل ملحوظ في تقليص مدة وحِدّة عوارض نزلات البرد الشائعة ( الرشح ) ، لذلك ينصح بها للأشخاص الذين يصابون كثيراً بالرشح ، وكذلك لمن يعانون ضعف المناعة ونقص الطاقة الحيوية بأجسامهم .
ومن مزاياها أيضاً ، أنها تستخدم في النواحي العلاجية فقط ، بل يمكن استخدامها لحماية الأشخاص من الأمراض التي تهدد حياتهم ، لأنها تنبه جهاز المناعة وتدفعه للعمل بأعلى مستوياته وأقصى طاقته لتجديد حيوية الجسم وزيادة نشاطه .
ولا يقتصر الأثر الإيجابي لهذه النبتة على الجهاز المناعي فقط ، بل يمتد إلى مكونات الدورة الدموية في الجسم ، بما في ذلك القلب والشرايين والأوردة والغدد الخاصة بكل أجهزة الجسم فهي تستعمل للوقاية من أمراض القلب ، لأنها تخفف من ضغط الدم ، فتعمل على تمديد وتوسيع الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية عموماً ، ابتداء من القلب ، وصولاً إلى البشرة نفسها .
وثبت أيضاً أن هذه العشبة لها خاصية المساعدة على إدرار وزيادة تدفق البول ، وعلاج التهاب الكلى والانتفاخ واحتباس السوائل ولتخفيف الحمى والتعرق .
كما تستعمل لدى علماء الأعشاب في الصين في تحسين عمليات الهضم ، والاستقلاب ولمكافحة عوارض الهضم ، والاستقلاب ولمكافحة عوارض الإرهاق المزمن ومعالجة الإسهال .
طريقة الاستعمال
كما رأينا في الاستعراض السريع السابق ، فإن للإستراجالس فوائد كبيرة لطائفة كبيرة من المشكلات والأعراض ، وهي مفيدة لكل الأعمار ولم تسجل عليها أي عوارض تسمم أو آثار جانبية ، ومع ذلك لا ينصح بها بعد عمليات زراعة الأعضاء ، أو في حالات الإصابة بالحمى ، أو في حالات الإصابة بالتسمم .
ويمكن تناول العشبة على هيئة كبسولات أو محلول ، أو غليها كالشاي ، أو مع الحساء ، أو طبخها مع الأرز ، فطعمها مقبول وحلو .
ولكن يجب ملاحظة أن نتائجها وفوائدها ليست سريعة ، بل تحتاج إلى فترة من الوقت حتى يتم ظهور نتائج ملموسة .
وبالنسبة إلى الجرعات ، فيمكن أن تتراوح ما بين ألف إلى ألفي ميلغرام إذا كانت على شكل كبسولات ، أو من غرام إلى تسعة غرامات ، إذا كانت على شكل عشبي أو نحو 30 غراماً لكل ثلاثة ليترات ونصف الليتر من الشوربة .
ملاحظة : تساعد على زيادة الخلايا التائية في كريات الدم البيض ، وإفراز مادة الإنترفيرون المقوية لجهاز المناعة . وتزيد حيوية الجسم وتقلل فترات الإصابة بالزكام ونزلات البرد والأنفلونزا .