«سائل الحياة»، هكذا يصفه معظم الناس، محاولين التعبير عن الفوائد الجمة لماء جوز الهند، حيث يبيع البعض الماء في الأسواق، فيما يضيفها البعض الآخر إلى عصائر الفاكهة والقهوة. ولكن، لأخصائي التغذية وجهة نظر أخرى، مفادها أن ماء جوز الهند لا يتمتع بتلك الفوائد الغذائية.
أظهرت دراستان أن ماء جوز الهند يرطب الجسم، بفارق بسيط، وذلك مقارنة بالمياه والمشروبات الرياضية. ورغم أن أخصائية التغذية، ليزا دراير، لديها وجهة نظر توافق نتائج هذا البحث، فإنها نوهت أن «فيتاكوكو، وهي علامة تجارية لجوز الهند، أجرت الدراسة، مما يعني أن نتائجها كانت لصالح الشركة».
وعانى بعض المشاركين من انتفاخ واضطراب في المعدة، إلا أن دراير أوضحت أن الآثار السلبية قد تعود لأسباب فردية، موضحة أنه ليس هناك من أبحاث تشير إلى أن ماء جوز الهند مفيد أكثر من الماء.
ولا ينبغي على النساء الحوامل الاعتماد على ماء جوز الهند كبديل للأطعمة، إذ قالت دراير إنه «خال من الحديد، والبروتين، والكالسيوم، وأوميغا – 3، وذلك لعدم احتوائه على الدهون، وحمض الفوليك». وإذا قورنت فوائد ماء جوز الهند بفوائد الحليب، فالأخير يحتوي على ستة أضعاف كمية الكالسيوم الموجودة في ماء جوز الهند، بالإضافة إلى البروتين».
ولا ينصح أخصائيو التغذية بشرب ماء جوز الهند، لأنه يبطئ عملية التمثيل الغذائي. ويحتوي ماء جوز الهند على سعرات حرارية تتراوح بين 5 و7 سعرات حرارية، وغراماً واحداً من السكر لكل أونصة.
كما يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم مقارنةً بالموز، ويؤدي دوراً رئيسياً في الحفاظ على نبضات القلب، ويكافح تقلصات العضلات، والكولسترول. وأشار أولدت إلى أنه «يمكن الحصول على كمية كبيرة من البوتاسيوم في البطاطا، والفاصوليا، والسبانخ، فهي أرخص، وتزود جسم الإنسان بالكثير من الفوائد الغذائية الأخرى».
واتفق أولدت مع النتائج التي توصلت إليها جمعية القلب الأميركية، والتي أشارت إلى أن «زيت جوز الهند يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة مقارنة بالزبدة وزيت النخيل، ويزيد من نسبة إصابة الأشخاص بالكولسترول السيئ، الذي يسبب أمراض القلب لاحقاً».
كما يحتوي حليب جوز الهند على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى نسبة قليلة من البوتاسيوم والألياف، مقارنة بماء جوز الهند. ولكنه، يُعتبر بديلاً للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في هضم اللاكتوز.
ومن المفضل، أن يتناول الناس الأطعمة التي تتميز بالدهون غير المشبعة، مثل الأفوكادو، وزيت الزيتون، وتقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُذكر، أنه يمكن «إضافة» ماء جوز الهند إلى نظامك الغذائي، ولكن لا يمكن مقارنته بالمياه الطبيعية، والفاكهة، والخضراوات.