العديد من النساء الحوامل يرغبن في معرفة العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي خاصة مع وجود عدة فوائد للرضاعة الطبيعية بما جعلها النصيحة الأولي لكل أم تلد طفلا حديثًا وعدم إرضاع الطفل صناعيًا إلا للضرورة القصوى فقط، وقد ذكر أن الرضاعة الطبيعية تحد من إمكانية إصابة السيدة التي ترضع طفلها بسرطان الثدي بسبب إفراز هرمونات محددة في الثدي أثناء فترة الرضاعة تحد من تشكل الخلايا السرطانية فيه.
الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي
الهرمونات التي ينتجها الثدي أثناء الرضاعة تقيه من الإصابة بسرطان الثدي لذلك فإن السيدات اللاتي ترضعن أطفالهن طبيعيًا تكون فرصة إصابتهم بسرطان الثدي أقل بكثير من السيدات اللاتي لا يستطعن إرضاع أطفالهن إلا صناعيًا أو كانت عدد مرات إرضاع الطفل قليلة كما أن إرضاع الطفل طبيعيًا يقي الأم أيضًا من الإصابة بسرطان المبايض.
الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من الإصابة بسرطان الرحم لأنها تفرز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد الحليب على الخروج من الثدي والوصول إلى فم الطفل مع انكماش الرحم وعودته إلى مكان الطبيعي.
تسبب الرضاعة الطبيعية تخفض نسبة هرمون الأستروجين في الدم الذي يسبب العوامل الأساسية في إصابة المرأة بالسرطان بالإضافة إلى أن لبن الأم يفكك الدهون المكدسة داخل الجسم والتي تسبب سرطان الثدي.
إذا كانت السيدة مصابة بالفعل بسرطان الثدي قبل الحمل أو الولادة فإن الطبيب ينصحها بألا ترضع طفلها طبيعيًا لأن علاج السرطان يؤثر بشكل سلبي على الحليب لذلك من الضروري الكشف عن المرض في مرحلة مبكرة وسرعة علاجه.
فوائد الرضاعة الطبيعية
لا تنحصر فائدة الرضاعة الطبيعية على وقاية الأم من سرطانين الثدي والمبايض فقط بل إنها أيضًا تعمل على تقوية مناعة الطفل لاحتواء حليب الأم على أجسام مضادة مناعية يتم نقلها للطفل مما يؤدي إلى حماية الطفل من الإصابة بنزلات البرد أو بأي مشاكل صحية أخري بسبب قلة مناعته خاصة في شهور عمره الأولى.
كما أن الرضاعة تحمي الطفل من الإصابة بالأمراض المعدية والمزمنة وتحد من وفيات الأطفال الرضع بسبب الإسهال أو الالتهاب الرئوي كما أنها تؤدي إلى شفاء الطفل من الأمراض بشكل سريع لذلك يفضل إرضاع الطفل خلال الستة أشهر الأولى من عمره دون إضافة أي أطعمة أخرى ويحبذ بشكل كبير إرضاع الطفل لمدة عامين ولا يجب فطامه واعتماده على الأطعمة الأخرى قبل بلوغه سنة ونصف من عمره.
من فوائد الرضاعة الطبيعية للأم ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تحمي الأم من الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني.
كما أن الرضاعة الطبيعية لا تسبب زيادة في وزن الطفل بالإضافة إلى أنها تزيد من نسبة ذكاء الطفل.
أحيانًا تستخدم الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل طيلة الفترة التي يتم فيها إرضاع الطفل ولكنها وسيلة غير فعالة في هذا الأمر.
الرضاعة الطبيعية تعمل على استعادة الرحم إلى مكانه الطبيعي بعد الولادة سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية وتساعد الأم أن تستعيد وزنها الطبيعي الذي كانت عليه قبل الحمل والولادة.
تقلل الرضاعة الطبيعية من إصابة الطفل بأمراض الجهاز التنفسي أو التهابات في الأذن أو مرض السكر بالإضافة إلى الوقاية من بعض أنواع السرطان.
تقلل الرضاعة الطبيعية من إصابة الطفل بهشاشة العظام.
أسباب سرطان الثدي
لا تزال أسباب سرطان الثدي غير معروفة حتى الآن ولكن يعرف أن سرطان الثدي يكون من خلال انتشار الخلايا السرطانية التي تنقسم بشكل سريع جدًا في الثدي حتى تصل إلى الغدد اللمفاوية ثم إلى أجزاء أخرى من الجسم ومنها الغدد التي تقوم بإنتاج الحليب في الثدي ولكن الأطباء رجحوا أن أسباب السرطان قد تكون عوامل بيئية أو هرمونية أو أن تتبع السيدة أنماط حياتية ضارة أو حدوث بعض التفاعلات بين الجينات والبيئة.
نسبة إصابة السيدات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية بسرطان الثدي تقترب من 3% فقط سواء كانت الرضاعة لطفل واحد أو تم إرضاع عدة أطفال لذلك يجب الحرص على الرعاية الصحية إذا شعرت السيدة بالأعراض المبكرة للسرطان لزيادة نسبة الشفاء منه.
قد يختلط الأمر عند السيدات ما بين سرطان الثدي والتهاب الثدي وهذا الأمر خاطئ حيث أن التهاب الثدي يعنى انسداد القنوات اللبنية أو إصابة الثدي بعدوى بكتيرية مما يؤدي إلى حدوث تكتلات تسمى التهاب الثدي وتشعر السيدة بوجود ورم في الثدي مع ألم وارتفاع في درجة الحرارة مع حدوث احمرار في الثدي أو صدور حرارة منه ويمكن أن يسبب إصابة الثدي بالخراريج إذا لم يتم معالجته جيدًا مما يؤدى لخروج صديد منه.
أما الأورام الليفية فهي أورام غير سرطانية تشبه الرخام في ملمسها وتتحرك تحت الجلد بشكل عام أما الأورام السرطانية فهي مستديرة وناعمة الملمس وتتحرك داخل الثدي كما أن التكتلات السرطانية صلبة وغير منتظمة ولا تتحرك.
الأعراض المبكرة لسرطان الثدي
استمرار الألم في الثدي.
خروج إفرازات من الحلمة بخلاف الحليب لونها غير طبيعي.
تغير حجم أو شكل الثدي.
ظهور الأورام داخل الثدي خاصة إن كانت غير منتظمة الشكل وملمسها صلب وثابتة.
التهاب الحلمة أو الشعور بالحكة فيها.
يمكن أن يسبب سرطان الثدي احمرار في الثدي أو أن يكون أسود اللون.
عناصر يصعب معها تشخيص سرطان الثدي عند المرضع
ظهور أعراض تشبه أعراض السرطان أثناء الرضاعة الطبيعية مثل تكون تكتلات داخل الثدي.
عدم تفكير الأطباء في التأكد من عدم إصابة السيدة بسرطان الثدي أثناء فترة الرضاعة إن كانت السيدة تعاني من وجود ورم في الثدي لاختلاف أسباب هذه الأورام غير سرطان الثدي.
إعطاء نتيجة إيجابية خاطئة إذا تم تصوير الثدي عن طريق الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية وأحيانًا تكون النتيجة غير دقيقة على الرغم من عدم إصابة السيدة بسرطان الثدي.
إمكانية القيام بالرضاعة عند الإصابة بسرطان الثدي
على الرغم من أن معظم حالات السيدات المصابات بسرطان الثدي ينصحهم الطبيب بضرورة التوقف عن إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي واللجوء إلى الرضاعة الصناعية إلا أن بعض السيدات يمكنهن الاستمرار في رضاعة أطفالهن بشكل طبيعي؛ حيث يقوم الطبيب باختيار أفضل علاج لسرطان الثدي للسيدة التي تقوم بإرضاع طفلها بشكل طبيعي مثل الجراحة والتي تعني استئصال الثدي المصاب أو كلتا الثديين إذا كانت الإصابة فيهما معًا، أو بالعلاج الكيميائي الذي يعمل على تدمير خلايا السرطان في الجسم لذلك فإن السيدة التي تخضع للعلاج الكيميائي تنصح بضرورة التوقف عن إرضاع الطفل طبيعيا لعدم تأثره بالعلاج الكيماوي الذي يصله عن طريق الحليب المتأثر بالطبع بهذا النوع من العلاج، أما النوع الأخير من العلاج فهو العلاج الإشعاعي الذي يمكن أن تستمر السيدة في إرضاع طفلها بشكل طبيعي إذا كان نوع الإشعاع لا يؤثر على الحليب الذي ينتجه الثدي مما يؤثر بالسلب على الطفل.
في ختام المقال أتمنى أن يكون مفيدًا للقراء حيث سردت بالتفصيل الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي وما هي الأعراض التي تستطيع السيدة من خلالها معرفة إصابتها بسرطان الثدي وهل يؤثر علاج سرطان الثدي على الرضاعة الطبيعية أم لا.